بها من يقاتل هذا النوع من الناس لا مجال للتكهن لا بحجمها ولا بمستواها ، وهذا يعطي انطباعا مفاده : أن ما يحارب هؤلاء الرجال من أجله ليس أمرا دنيويا يرضون إذا أخذوه ، أو يسخطون إذا فقدوه ، بل القضية أبعد من ذلك بكثير.
وبذلك يكون ما جرى في مؤتة ، ومن خلال صبر ساعة قد حقق أعظم إنجاز عرفه تاريخ البشرية ، وذلك بدخول الإسلام بأيسر السبل إلى أعظم الإمبراطوريات وأقواها.
وبذلك أيضا : يتغير وجه التاريخ ، ويتحول مسار حركة الأمم .. ولكن خالدا قد ضيع ذلك كله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم إن التاريخ يعيد نفسه ، حين يتم نقض خطة النبي «صلىاللهعليهوآله» في حرب أخرى ، جاءت متتمة لحرب مؤتة. وتريد أن تستدرك ما ضيعه المنهزمون فيها .. وذلك حين جهز النبي «صلىاللهعليهوآله» أسامة بن زيد ، ليقود جيشا إلى مؤتة نفسها ، حيث استشهد أبوه الذي كان أحد القادة الثلاثة في تلك السرية.
وإذ بأناس آخرين ينبرون أيضا ليضيعوا على الأمة ، وعلى النبي «صلىاللهعليهوآله» الفرصة ، ويتم على أيديهم إفشال خطته ، وتذهب جهوده أدراج الرياح.
ولا نكاد نشك في أن النتائج التي كان يتوخاها «صلىاللهعليهوآله» من هذه السرية كانت تداني في خطورتها ، وفي أهميتها ونفعها للإسلام ما كان يتوخاه من سرية مؤتة بالذات ..
مع ملاحظة : أن هذا الفريق قد استعمل نفس الأسلوب الذي استعمل