وإن كان بمعنى : أن يغفر الله تعالى لهما ذنوبها التي يرتكبانها بعد إسلامهما أيضا ، ثم يدخلهما الله تعالى الجنة .. وإن كانا من أهل النار ، لو لا هذا الإستيهاب .. فيرد عليه :
أن هذا غير مقبول ولا معقول ؛ إذ لما ذا لا يستوهب غيرهما من سائر أهل النار أيضا؟!
كما أن ذلك يدخل في دائرة الإغراء بالمعاصي ، أو على الأقل يدعو إلى عدم الإهتمام بتجنبها!!
وفي جميع الأحوال ، لا بد من وجود أمر ، أو ميزة في هذين الرجلين ، يستحقان هذا العطاء العظيم لأجلها ..
ولا بد أن تكون خصوصية غير عادية ، وأن تكون ظاهرة فيهما بحيث يعرفها فيهما كل أحد ، وأن يدرك الناس كلهم أنها توجب هذا التكريم والتعظيم ..
وبدون ذلك يكون النبي «صلىاللهعليهوآله» قد عرّض الناس لخطر الكفر والخروج من الدين ، فيما لو ظنوا فيه «صلىاللهعليهوآله» : أنه لا يقيم العدل ، ولا يلتزم بمقتضيات الفطرة ، وأحكام العقل.
ونحن لا نعرف ، وكذلك لا نظن : أن أحدا من البشر يعرف في أبناء أبي لهب أية خصوصية تستحق الذكر ، فضلا عن أن تكون من موجبات هذا العطاء الهائل ، الذي لم يفز به غيرهما ، رغم أنهما بقيا على عنادهما وعلى جحودهما وعلى حربهما له ولدينه كل تلك السنين ..