وعن ابن شريح ، خويلد بن عمرو العدوي ، عن ابن عباس ، وابن منيع ، وابن أبي عمرو. وعن ابن عمر ، وعن أبي هريرة ، وعن الزهري ، وغيرهم ، قالوا : لما كان الغد من يوم الفتح عدت خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه ـ وهو مشرك ـ فقام رسول الله «صلىاللهعليهوآله» خطيبا بعد الظهر ، وأسند ظهره إلى الكعبة (١).
وعن أبي هريرة : أنه «صلىاللهعليهوآله» ركب راحلته ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال :
«أيها الناس إن الله تعالى حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض ، ويوم خلق الشمس والقمر ، ووضع هذين الجبلين ، ولم يحرمها الناس ، فهي حرام إلى يوم القيامة ، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر : أن يسفك فيها دما ، ولا يعضد فيها شجرا ، لم تحل لأحد كان قبلي ، ولم تحل لأحد يكون بعدي ، ولم تحل لي إلا هذه الساعة ، غضبا على أهلها. ألا قد رجعت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، فليبلغ الشاهد منكم الغائب ، فمن قال لكم : إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد قاتل فيها ، فقولوا له : إن الله تعالى قد أحلها لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ولم يحلها لكم.
أيها الناس ، إن أعدى الناس على الله من قتل في الحرم ، أو قتل غير قاتله ، أو قتل بذحول الجاهلية ، «لا يحل أن يحمل السلاح بمكة».
__________________
(١) سبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ٢٥٦ ، عن البخاري ، ومسلم ، وأحمد ، والبيهقي ، وابن أبي شيبة ، وابن إسحاق ، والواقدي ، والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٠٢ و ١٠٣ و (ط دار المعرفة) ص ٥٦.