١ ـ إن هذا القائل قد بيّن أن تمسك بني جذيمة بدين الإسلام هو الذي منعهم من مهاجمة خالد ومن معه ، وهو الذي دعاهم إلى إلقاء السلاح ، ثم القبول بأن يكتف بعضهم بعضا .. ولو لا ذلك لكانت لهم صولات توقع الهزيمة الحتمية على الذين قتلوهم.
٢ ـ إن هذا الشعر قد تضمن تصريحا بأن هؤلاء القوم كانوا يلتزمون بدين آل محمد ..
وهذا معناه : أن آل محمد كانوا جزءا من هذا الدين ، وكانوا أعلامه ، وقادته ورواده ، وعنهم تؤخذ معالم الدين ومفاهيمه ، وشرائعه. وأن ذلك كان معروفا منذ ذلك الزمن. ولا ندري إن كان «صلىاللهعليهوآله» قد سجل عليهم في الكتاب الذي أعطاهم إياه ، فقد وجدنا لهذا نظائر في تاريخ الإسلام ، فإنه «صلىاللهعليهوآله» كتب لأهل مقنا : «وليس عليكم أمير إلا من أنفسكم ، أو من آل بيت رسول الله ..» (١).
٣ ـ إن هذه الأبيات قد نسبت دين الإسلام كله إلى آل محمد ، فإن الشاعر لم يقل : لو لا محمد.
بل قال : لو لا دين آل محمد.
وفي ذلك دلالة ظاهرة على ما قلناه ..
وفي مقابل ذلك : لم نجد أحدا يقول : لو لا دين أبي بكر وعمر لكان
__________________
(١) راجع : مكاتيب الرسول ج ٣ ص ١٠٣ و ١٠٦ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ ص ٢٧٧ وفتوح البلدان للبلاذري (ط سنة ١٣٨ ه) ص ٦٧ و (ط مكتبة النهضة المصرية) ج ١ ص ٧٢.