بحقيقة سلوكهم ، وبواقع نواياهم ، وبما تكنّه ضمائرهم .. لأن معرفة الناس بذلك سوف تجر لهم الداء الدوي ، والبلاء الظاهر والخفي ..
ه : وأما الأخوّة التي ينشدها النبي في الوزير : فقد تعني فيما تعنيه الأمور التالية :
أولا : المساواة .. والإشتراك .. والمماثلة في الميزات .. والشبه في الصفات ..
ولذلك نلاحظ : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» كما ذكر المؤرخون كان يؤاخي بين كل ونظيره ، ممن هو أقرب الناس إليه في الخلق ، وفي السيرة ، وفي الطموح ، وفي المستوى الفكري والعقلي ، وسائر الصفات.
مع العلم : بأننا لا نجد ملكا يعترف لأي مخلوق ، سواء أكان وزيرا أو قريبا أو حتى ولدا بالمساواة معه في الصفات والأخلاق ، وسائر الميزات. بل هو يعطي لنفسه مقاما متميزا عن الناس كلهم ، ويسعى لتعمية الأمر على الناس ، ويتوسل إلى ذلك بأساليب شتى من الإبهام والإيهام ، والإدّعاءات الزائفة ، والمظاهر الخادعة.
ثانيا : إن هذا التشابه أو التقارب في الميزات من شأنه : أن يفرض تساويا في الحقوق لكل منهما بالنسبة لأخيه الآخر .. وهذا مرفوض أيضا في منطق أهل الدنيا ، فإن الرؤساء والملوك فيها ، إن لم يجدوا لأنفسهم خصوصية ، فلا بد من انتحالها ، والتظاهر بما يوهم الخصوصية. كما ألمحنا إليه ..
فكيف يمكن أن يرضوا بالمساواة مع غيرهم في الحقوق والمزايا؟!
و: إن استثناء النبوة في كلام رسول الله «صلىاللهعليهوآله» عن وزارة علي «عليهالسلام» يفيد : أن المراد بمنزلة هارون من موسى : هو سائر مراتبها ، ومختلف متعلقاتها. أي أن هذا الإستثناء يفيد عموم المنزلة وشمولها لكل