ويقيم عليه وعليهم حدوده ، ولا تؤثر إقامته لها عليه وعليهم في محبته وفي إخلاصه وطاعته له ، فهو يحبه حتى وهو يجلده ، وحتى وهو يقتص من ولده القاتل. أو يقطع يد ولده السارق.
أما حب علي «عليهالسلام» لأنه شجاع مثلا ، فهو ليس حبا لعلي «عليهالسلام» ، بل هو حب للشجاعة فقط ، فهو يحبها حتى لو ظهرت لدى أعداء الله ورسوله. وأعداء الإنسانية .. فهذا الحب لا ينفع صاحبه ولا يسعده برضا الله تبارك وتعالى.
الثاني : الأخذ بطريقة علي «عليهالسلام» .. أي أن العمل الجوارحي يجب أن ينسجم مع المشاعر ، ويستجيب لدعوتها أيضا .. فالحب لعلي «عليهالسلام» يدعو إلى التأسي والإقتداء وبدون ذلك ، فإن الحب يبقى عقيما ، ليس له أي امتداد أو قيمة ، أو ما يوجب له البقاء.
غير أن الملاحظ هنا : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد تحدث عن الأخذ بطريقة علي «عليهالسلام» ، ولم يأمر بأن يعمل نفس عمل علي «عليهالسلام» بحيث يكون للعمل نفس قيمة وخصوصيات عمل علي «عليهالسلام» ، ونفس درجته في الإخلاص ، والخلوص ، والمثوبة ، وسائر الآثار ، بل المطلوب هو : أن يتبع المؤمن سبيله ، وطريقته «عليهالسلام» ، وإن لم تتحقق المماثلة لها في سائر الخصوصيات والآثار.
ولذلك نلاحظ : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد رتب الشقاء على مخالفة طريقة علي «عليهالسلام» ، لا على فقدان الأعمال لخصوصيات وآثار وقيمة ، وخصائص عمل علي «عليهالسلام».
وذلك لطف آخر من الله ورسوله بالعباد ، ولهذا البحث مجال آخر.