الغوائل لهم ، ووجد الخلق الرفيع ، وأعظم مظاهر الكرم ، والفضل ، والبر ، والنبل ، والسماحة لدى رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، حين عفا عن جرائمه الكبيرة ، التي جعلته مهدور الدم ..
نعم .. إن صفوان لا يرى في ذلك كله : أية دلالة على الحق والهدى ، ولا يدله على بطلان ما يعتقده في أصنامه ، التي هي مجرد أحجار ، وجمادات ومخلوقات لا تضر ولا تنفع ، ولا تبصر ولا تسمع ، فيعطيها مقام الألوهية والخالقية ، والرازقية. ولا يدله ذلك على قبح الظلم والإفساد ، والطغيان ، وغير ذلك من جرائم يرتكبها.
ولكنه يهتدي للحق ـ بزعمه ـ حين يرى : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد منحه بعض فضول الحطام في هذه الدنيا الدنية ، فيدّعي : أن ذلك قد دله على بطلان أصنامه ، وعلى أن ثمة ألها سواها يستحق أن يعبد ، وعلى وجود حساب وعقاب ، وثواب ، وعلى وجود آخرة ، وعلى صحة نبوة رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وعلى رسوليته و.. و.. الخ.
فهو يقول عندما أعطاه النبي «صلىاللهعليهوآله» بعض الإبل التي رمقها بعين الوامق : «ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله. وأسلم مكانه ..».
فهل عميت بصيرته عن كل تلك الدلالات ، وعن جميع المعجزات والكرامات؟! أم انطفأ سراج عقله؟! وتلاشت كل ومضات النور في فطرته؟! حتى لم يبق إلا رشحات الأطماع ، وومضات الأهواء والشهوات لتكون هي التي تهدي صفوان من الضلال ، وتحفظه من الضياع؟!
ولكنك مع ذلك كله تجد بعض الناس يعظمون أمثال صفوان ،