كما أن بعضها الآخر قد يكون بنفسه سببا لنفرة الناس من فاعله ، لأنه يجرح العاطفة الإنسانية ، ويصدم الروح ، وتتقزز منه النفس.
ومن ذلك : إقدام هند بنت عتبة على استخراج كبد الحمزة ، والتشفي بقطع أطرافه «عليهالسلام» ، وجعلها قلادة تتزين بها.
كما أن بعضها الآخر البشعة والقاسية ، قد يرتبط في أذهان الناس بشخص ما ، فيكون بنظره حقا له.
كما أن بعض تلك الجرائم يمكن تجاوزه والعفو عنه ، لمصلحة أقوى منه تقتضي ذلك. ولعلهم يرون أن قضية هبار بن الأسور مع زينب من هذا القبيل.
بل وكذلك الحال بالنسبة لأولئك الذين هجوا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، أو تغنوا بهجائه ، سعيا منهم في توهين أمره «صلىاللهعليهوآله» ، وصد الناس عن الإيمان به ..
ولكن الحال بعد انتصار الإسلام في مكة قد تغير ، وأصبح بالإمكان تجاوز هذه السلبية ، بسبب قوة الإسلام ، التي قد تفرض على نفس هؤلاء السعي إلى جبر ذلك الكسر ، ومدح الرسول «صلىاللهعليهوآله» بما هو فيه.
وليظهر للناس مدى التزوير والتضليل الذي كانوا يمارسونه لصدهم عن الحق ، وإضعاف أمر نبي الله «صلىاللهعليهوآله» في القلوب والنفوس.
وتبقى جريمة عبد الله بن سعد بن أبي سرح هي الأشد خطرا ، والأبعد والأقوى أثرا ، من حيث إنها تستهدف النبوة في الصميم ، وتثير شبهة لا يقوى الإنسان العادي على دفعها ، ولا على التخلص من آثارها ..