نقض قول رسول الله «صلىاللهعليهوآله» : من أغلق بابه فهو آمن ، ثم أن يتخذ المغرضون ذلك ذريعة للتشنيع على الإسلام وأهله ، واتهام علي «عليهالسلام» بعدم احترام قرار النبي «صلىاللهعليهوآله». ثم اتهام النبي «صلىاللهعليهوآله» بأنه قد شارك في ذلك ، من حيث إنه لم يعترض على علي «عليهالسلام» فيما فعله ، ولا اتخذ إجراء ضده.
مع أن من البديهي : أن النداء بالأمان لمن أغلق باب داره لا يشمل الذين أهدر النبي «صلىاللهعليهوآله» دمهم ..
ثانيا : قد يكون «عليهالسلام» أراد أن يتجنب إلحاق أي أذى بالآخرين الذين قد يكونون في ذلك البيت ، ولو بمقدار إثارة جو من الرهبة والخوف لديهم ..
فاتجه صلوت الله وسلامه عليه إلى أسلوب استدراجي ، أخرج ذلك المجرم إلى الشارع ، وأجرى فيه أوامر رسول الله «صلىاللهعليهوآله» .. فقد سأل عنه بنحو أوصل إليه الخبر ، بأن ثمة من يبحث عنه ، إذ إن من الطبيعي أن يكون بيت الرجل أول هدف للبحث وهو المنطلق ، فيفتش البيت أولا ، ويسأل عنه ساكنيه ، ثم يسأل عنه جيرانه ، وربما بعض أهل عشيرته ، وأصدقائه. ثم يواصل البحث وفق المعطيات التي توفرت لديه ، بسبب هذه الأسئلة الإستقصائية ..
فلما سأل عنه علي «عليهالسلام» بادر المطلوب إلى الإبتعاد عن هذه النقطة الحساسة ، والمقصودة والمرصودة ، ليكون أكثر أمنا. وأكثر قدرة على الحركة في الإتجاهات المختلفة فإن ابتعاده عن موطن الخطر. يمكّنه من أن يتدبر أمره ، وفق ما يتوفر له من معطيات ..