المفهوم من الأسم العام». فالمعنى في : «قام القوم ليس زيدا» ، «ليس هو ـ أي القيام ـ قيام زيد» أو «ليس هو ـ أي القائم ـ زيدا» أو «ليس هو ـ أي بعض القوم ـ زيدا».
وفي المستثنى ب «خلا وعدا» وجهان :
أحدهما : النصب على المفعوليّة وخلا وعدا فعلان جامدان ، نحو : «قام القوم خلا زيدا وعدا زيدا» وفاعلهما ضمير مستتر وفي مرجعه الخلاف المذكور.
وثانيهما : الجرّ على أنّهما حرفا جرّ وهو قليل ، نحو قوله :
خلا الله لا أرجو سواك وإنّما |
|
أعدّ عيالي شعبة من عيالكا (١) |
وقوله :
أبحنا حيّهم قتلا وأسرا |
|
عدا الشّمطاء والطّفل الصّغير (٢) |
وتدخل عليهما «ما» المصدريّة فيتعيّن النّصب بهما على المشهور. تقول : «قام القوم ما خلا زيدا وما عدا زيدا». ف «ما» مصدريّة و «خلا وعدا» صلتها ، وفاعلهما ضمير مستتر وفي مرجعه الخلاف المذكور. و «زيدا» مفعول.
وأجاز الكسائيّ الجرّ بهما بعد «ما» على جعل «ما» زائدة وجعل «خلا وعدا» حرفي جرّ.
والمستثنى ب «حاشا» كالمستثنى ب «خلا» عند جماعة : تستعمل فعلا فتنصب ما بعدها وحرفا فتجرّ ما بعدها. وذهب سيبويه إلى أنّها لا تكون إلّا حرف جرّ ، وردّ بقول الفرزدق :
حاشا قريشا فإنّ الله فضّلهم |
|
على البريّة بالإسلام والدّين |
وفي دخول «ما» المصدرية عليها خلاف. (٣)
__________________
(١). شعبة : فرقة.
(٢). الشّمطاء : العجوز.
(٣). قال ابن مالك :
واستثن مجرورا ب «غير» معربا |
|
بما لمستثنى ب «إلّا» نسبا |
ول «سوى سوى سواء» اجعلا |
|
على الأصحّ ما ل «غير» جعلا |
واستثن ناصبا ب «ليس وخلا» |
|
وب «عدا» وب «يكون» بعد لا |
واجرر بسابقي يكون إن ترد |
|
وبعد ما انصب وانجرار قد ترد |
وحيث جرّا فهما حرفان |
|
كما هما إن نصبا فعلان |
وك «خلا» حاشا ولا تصحب ما |
|
وقيل : «حاش» و «حشا» فاحفظهما |