فصل : إذا اريد تقوية التوكيد جيء ب «أجمع» بعد «كلّه» وب «جمعاء» بعد «كلّها» وب «أجمعين» بعد «كلّهم» وب «جمع» بعد «كلّهن». وقد يؤكّد بهنّ وإن لم يتقدّم كلّ ، نحو قوله تعالى : «لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ».(١) ولا يجوز تثنية «أجمع» ولا «جمعاء» عند البصريّين استغناء ب «كلا» و «كلتا» كما استغنوا بتثنية «سيّ» عن تثنية «سواء» وأجازه الكوفيّون والأخفش فتقول : «جائني الزيدان أجمعان» و «الهندان جمعاوان».
ويجوز بعد «أجمع» التوكيد ب «أكتع» ف «أبصع» ف «أبتع» وبعد «جمعاء» ب «كتعاء» ف «بصعاء» ف «بتعاء» وبعد «أجمعين» ب «أكتعين» ف «أبصعين» ف «أبتعين» وبعد «جمع» ب «كتع» و «بصع» و «بتع». وشذّ مجيء ذلك على خلاف هذا. (٢)
فصل : لا يجوز توكيد النكرة عند البصريّين ، سواء كانت محدودة ك «يوم» و «ليلة» و «شهر» ؛ أو غير محدود ك «وقت» و «حين» و «زمن». وذهب الكوفيّون إلى جواز توكيد النكرة المحدودة لحصول الفائدة بذلك ، نحو : «صمت شهرا كلّه». (٣)
فصل : إذا أكّد الضمير المرفوع المتّصل بالنفس أو العين ، وجب توكيده أوّلا بالضمير المنفصل نحو : «قوموا أنتم أنفسكم أو أعينكم» ، بخلاف «قام الزيدون أنفسهم» فيمتنع الضمير وبخلاف «ضربتهم أنفسهم» و «مررت بهم أنفسهم» و «قاموا كلّهم» فالضمير جائز لا واجب. (٤)
__________________
(١). ص (٣٨) : ٨٢.
(٢). قال ابن مالك :
وبعد كلّ أكّدوا بأجمعا |
|
جمعاء أجمعين ثمّ جمعا |
ودون كلّ قد يجىء أجمع |
|
جمعاء أجمعون ثمّ جمع |
وقال أيضا :
واغن بكلتا في مثنّى وكلا |
|
عن وزن فعلاء ووزن أفعلا |
(٣). قال ابن مالك :
وإن يفد توكيد منكور قبل |
|
وعن نحاة البصرة المنع شمل |
(٤). قال ابن مالك :
وإن توكّد الضّمير المتّصل |
|
بالنّفس والعين فبعد المنفصل |
عنيت ذا الرّفع وأكّدوا بما |
|
سواهما والقيد لن يلتزما |