والحق بهذا الجمع الاسم المفرد الّذي يكون موازنا له ك «سراويل».
وما كان من هذا الجمع معتلا فله حالتان :
إحدهما : ـ وهو الغالب ـ أن يكون آخره ياء قبلها كسرة ، نحو «جواري وغواشي» ، وحكمه أن يجري فى رفعه وجرّه مجرى «قاض» فينوّن ويقدّر رفعه أو جرّه ويكون التنوين عوضا من الياء المحذوفة ، (١) كقوله تعالى : (وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ)(٢) وقوله تعالى (وَالْفَجْرِ* وَلَيالٍ عَشْرٍ) ، (٣) وأمّا في النصب فيجرى مجرى «دراهم» في سلامة آخره وظهور فتحته من غير تنوين ، نحو : «سِيرُوا فِيها لَيالِيَ».(٤)
الثاني أن تقلب ياؤه ألفا ، نحو : «عذارى» ، وحكمه أن يقدّر إعرابه ولا ينوّن بحال. (٥)
__________________
(١). اختلف الأدباء في تنوين «جوار» ونحوه.
فذهب سيبويه إلى أنّه عوض من الياء المحذوفة.
وفسّره الأكثر على أنّ الإعلال مقدّم على منع الصرف لكون سببه ـ وهو الثقل ـ أمرا ظاهرا محسوسا بخلاف منع الصرف فإنّ سببه مشابهة الاسم الفعل وهي خفيّة ، فأصل «جوار» ـ على هذا ـ «جواري» بالتنوين ، استثقلت الضمّة على الياء فحذفت الضمّة فالتقى ساكنان فحذفت الياء ، ثمّ حذف التنوين لوجود صيغة منتهى الجموع تقديرا ، لأنّ المحذوف لعلّة كالثابت ، ثمّ خيف رجوع الياء فاتي بالتنوين عوضا منها.
وفسّره بعضهم على أنّ منع الصرف مقدّم فأصل «جوار» ـ على هذا ـ «جواري» بترك التنوين لصيغة منتهى الجمع ، فحذفت ضمّة الياء للثّقل ثمّ الياء تخفيفا ثمّ اتي بالتنوين عوضا منها.
فعلم أنّ سبب الحذف على الأوّل التقاء الساكنين وعلى الثاني الحذف.
وذهب المبرّد إلى أنّ التنوين عوض من حركة الياء ، ومنع الصرف مقدّم على الإعلال ، فأصل «جوار» ـ على هذا ـ «جواري» ، حذفت ضمّة الياء لثقلها واتي بالتنوين عوضا منها فالتقى ساكنان فحذفت الياء لالتقائهما.
راجع لتحقيق البحث : شرح الكافية للمحقّق الرضي رحمهالله : ٢ / ٥٨ ، وحاشية الصبّان على شرح الاشموني :
٣ / ٢٤٥.
(٢). الأعراف (٧) : ٤١.
(٣). الفجر (٨٩) : ١ و ٢.
(٤). سبأ (٣٤) : ١٨.
(٥). قال ابن مالك :
وكن لجمع مشبه مفاعلا |
|
أو المفاعيل بمنع كافلا |
وذا اعتلال منه كالجواري |
|
رفعا وجرّا أجره كساري |
ولسراويل بهذا الجمع |
|
شبه اقتضى عموم المنع |