فصل : قد ينصرف الممنوع من الصرف لأحد الامور الآتية :
١ ـ أن يكون أحد سببيه العلميّة ثمّ ينكّر ، تقول : «مررت بأحمد وأحمد آخر» ، إلّا ما كان صفة قبل العلميّة ، ك «أحمر».
٢ ـ التصغير المزيل لأحد السّببين ك «حميد» في «أحمد». وعكس ذلك نحو «تحلىء» فإنّه ينصرف مكبّرا ولا ينصرف مصغّرا لاستكمال العلّتين بالتصغير وهما العلميّة ووزن الفعل فإنّه يقال في تصغيره : «تحيلىء» ، فهو على زنة «تدحرج».
٣ ـ إرادة التناسب ، كقرائة نافع والكسائي «سلاسلا وأغلالا وسعيرا» ، فصرف «سلاسل» لمناسبة «أغلالا» و «سعيرا».
٤ ـ الضرورة ، كقول الشاعر :
تبصّر خليلي هل ترى من ظعائن |
|
سوالك نقبا بين حزمي شعبعب (١) |
وأجاز الكوفيّون والأخفش والفارسى للمضطرّ أن يمنع صرف المنصرف كقول الشاعر :
وممّن ولدوا عام |
|
ر ذو الطّول وذو العرض |
تنبيه : إذا اضطرّ إلى تنوين المجرور بالفتحة فهل ينوّن بالنّصب أو بالجرّ؟ صرّح المحقّق الرضي رحمهالله بالثاني. وقال السيوطي : «لو قيل بالوجهين كالمنادى لم يبعد». (٢)
__________________
ووصف أصليّ ووزن أفعلا |
|
ممنوع تأنيث بتا كأشهلا |
وألغينّ عارض الوصفيّه |
|
كأربع وعارض الإسميّه |
فالأدهم القيد لكونه وضع |
|
فى الأصل وصفا انصرافه منع |
وأجدل وأخيل وأفعى |
|
مصروفة وقد ينلن المنعا |
ومنع عدل مع وصف معتبر |
|
في لفظ مثنى وثلاث واخر |
ووزن مثنى وثلاث كهما |
|
من واحد لأربع فليعلما |
(١). تبصّر : أنظر. «خليلي» : منادى مضاف حذف حرف ندائه. «ظعائن» : جمع ظئينة بمعنى الهودج.
«سوالك» : جمع سالكة من السلوك وهي صفة ظعائن. و «النقب» : الطريق في الجبل وهو مفعول ل «سوالك». و «الحزم» ما غلظ من الأرض. «شعبعب» اسم موضع. وقيل : اسم ماء.
(٢). قال ابن مالك :
ولاضطرار أو تناسب صرف |
|
ذو المنع والمصروف قد لا ينصرف |