أنا ابن اباة الضّيم من آل مالك |
|
وإن مالك كانت كرام المعادن (١) |
واختلف النحويّون في هذه اللام : هل هي لام الابتداء ، أفادت ـ مع إفادتها معناها ـ الفرق بين «إن» المخفّفة و «إن» النافية ، أم هي لام اخرى اجتلبت للفرق فقط؟
وتظهر فائدة هذا الخلاف في نحو قول النبيّ صلىاللهعليهوآله : «قد علمنا إن كنت لمؤمنا» ، فمن جعلها لام الابتداء أوجب كسر همزة «ان» ومن جعلها لاما أخرى ـ اجتلبت للفرق ـ فتح همزة «ان».
وذهب الكوفيّون إلى عدم جواز تخفيف «إنّ» وقالوا : «إنّ اللام في ذلك كلّه بمعنى «إلّا» و «إن» قبلها نافية».
وإن دخلت على الفعل اهملت وجوبا ، والأكثر كون الفعل ماضيا ناسخا ، نحو قوله تعالى : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً)(٢) ودونه أن يكون مضارعا ناسخا ، نحو قوله تعالى : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ)(٣) ويقلّ أن يليها غير الناسخ ، كقول الشاعر :
شلّت يمينك إن قتلت لمسلما |
|
حلّت عليك عقوبة المتعمّد |
وتخفّف «أنّ» فيبقى العمل عند الأكثر ، خلافا للكوفيين ، ذهبوا إلى أنّها لا تعمل.
وشرط اسمها أن يكون ضميرا محذوفا ، (٤) وربّما ثبت ، قال ابن هشام : «هو مختصّ بالضّرورة».
وشرط خبرها أن يكون جملة ولا يجوز إفراده إلّا إذا ذكر الاسم فيجوز الأمران. وقد اجتمعا في قول الشاعر :
بأنك ربيع وغيث مريع |
|
وأنك هناك تكون الثّمالا (٥) |
ثمّ إن كان الخبر جملة اسميّة أو فعليّة فعلها جامد أو دعاء لم يحتج إلى فاصل ، نحو قوله تعالى : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٦) و «وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما
__________________
(١). «اباة» : جمع آب ـ ك «قضاة وقاض» ـ من أبى ، إذا امتنع. و «الضيم» : الظلم. و «مالك» : اسم قبيلة.
(٢). البقرة (٢) : ١٤٣.
(٣). القلم (٦٨) : ٥١.
(٤). اشترط ابن الحاجب أن يكون هذا الضمير ضمير الشأن ولم يشترطه الجمهور.
(٥). «بأنك ربيع» : يعني : أنت بمنزلة الربيع ، أي : كثير النفع. و «مريع» : كثير العشب ، و «الثّمال» : الغياث.
(٦). يونس (١٠) : ١٠.