متوثي الأصل سكن دار القطن. وحدث عن محمّد بن عبيد الله المنادي ، والحسن ابن مكرم ، ويحيى بن أبي طالب ، ومحمّد بن عيسى بن حيّان ، وعبد الله بن روح المدائنيين ومحمّد بن الجهم السّمريّ ، ومحمّد بن الفرج الأزرق ، وأبي عوف البزوري ، وعلي بن إبراهيم الواسطي ، وأحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، ومحمّد بن الحسين الحنيني ، وأبي إسماعيل الترمذي ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وأحمد بن محمّد بن عيسى البرتي ، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي ، وخلق كثير سوى هؤلاء من أمثالهم. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وعلي وعبد الملك ابنا بشران ، وابن الفضل القطّان ، وعلي بن أحمد الرّزّاز ، وأبو الحسن بن الحمّانيّ المقرئ وأبو علي بن شاذان ، في آخرين.
وكان صدوقا أديبا شاعرا ، راوية للأدب عن أبي العبّاس ثعلب والمبرد ، وأبي سعيد السّكّريّ ، وكان يميل إلى التشيع. وروى عنه الدار قطني ، والمرزباني ، وغيرهما من المتقدمين.
سمعت محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان يقول : حدّثني من سمع أبا سهل بن زياد يقول : سمى الله المعتزلة كفارا قبل أن ذكر فعلهم فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا) الآية [آل عمران ١٥٦].
حدّثني الأزهري قال : قال لي أبو عبد الله بن بشر القطّان : ما رأيت رجلا أحسن انتزاعا لما أراد من آي القرآن من أبي سهل بن زياد. فقلت لابن بشر : ما السبب في ذلك؟ فقال : كان جارنا وكان يديم صلاة الليل ، وتلاوة القرآن ، فلكثرة درسه صار كأن القرآن نصب عينيه ، ينتزع منه ما شاء من غير تعب.
قلت : وكان في أبي سهل مزاح ودعابة ، فحدّثني محمّد بن علي بن عبد الله قال : سمعت أبا الحسن علي بن نصر بن الصّبّاح البغداديّ بمصر يقول : كنا يوما بين يدي أبي سهل بن زياد ، فأخذ بعض أصحاب الحديث سكينا كانت بين يديه ، فجعل ينظر إليها ، فقال : مالك ولها ، أتريد أن تسرقها كما سرقتها أنا؟ هذه سكين البغويّ سرقتها منه. أو كما قال.
__________________
(١) ٢٧١٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٤٠٤ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٥ / ١٣٣. وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٢١. والعبر ٢ / ٢٨٥.