ابن مخلد قال : قرأت على أبي بكر أحمد الصّفّار قلت : حدثكم الهيثم بن خارجة قال : حدّثنا إسماعيل ـ يعني ابن عياش ـ عن يافع بن عامر ، عن علي بن أبي طلحة : أن ميمونة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم كفنت في درع معصفر.
قرأت في كتاب محمّد بن مخلد بخطه : سنة خمس وثمانين ومائتين فيها مات أبو بكر الصّفّار أحمد يوم ثلاثاء في شهر ربيع الآخر.
من مشايخ الصوفية. حكى عن سرى بن مغلس السّقطيّ. روى عنه أبو علي الرّوذباري ، ومحمّد بن عبيد الله بن شاذان الرّازيّ.
أخبرنا أبو علي عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن فضالة النّيسابوريّ ـ بالري ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن شاذان الرّازيّ بنيسابور قال : سمعت أبا العبّاس المؤدّب يقول : دخلت على سرى السّقطيّ يوما فقال : لأعجبنك من عصفور يجيء فيسقط على هذا الرواق ، فأكون قد أعددت له لقمة فأفتها في كفي ، فيسقط على أطراف أناملي فيأكل ، فلما كان في وقت من الأوقات سقط على الرواق ففتت الخبز في يدي ، فلم يسقط على يدي كما كان ، ففكرت في سرى ما العلة في وحشته مني؟ فوجدتني قد أكلت ملحا طيبا ، فقلت في سري : أنا تائب من الملح الطيب ، فسقط على يدي فأكل وانصرف.
حدّثنا عبد العزيز بن علي الورّاق ، حدّثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذاني ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن علي بن المأمون الكرجي ، حدّثنا أبو علي الرّوذباري ـ بمصر ـ قال : قال لي أبو العبّاس أحمد بن المؤدّب : يا أبا علي ، من أين أخذ صوفية عصرنا هذا الأنس بالأحداث؟ فقلت له : يا سيدي أنت بهم أعرف ، وقد تصحبهم السّلامة في كثير من الأمور ، فقال : هيهات يا أبا علي ، قد رأينا من كان أقوى إيمانا منهم ، إذا رأى الحديث قد أقبل يفر كفراره من الزحف ، وإنما ذلك على حسب الأوقات التي تغلب الأحوال على أهلها ، فيأخذها عن تصرف الطباع. ما أكبر الخطر ما أكثر الغلط!!
قال أبو علي : وسمعت جنيدا يقول : جاء رجل إلى أبي عبد الله أحمد بن محمّد
__________________
(١) ٣٠٢٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٧١٣ في المطبوعة.