سمع الحسن بن عرفة ، وسعدان بن نصر ، وأبا بكر المروزيّ ، ومحمّد بن عوف الحمصيّ ، ومن في طبقتهم وبعدهم. روى عنه عبد العزيز بن جعفر صاحبه ، والحسن ابن يوسف الصّيرفيّ ، ومحمّد بن المظفر. وكان ممن صرف عنايته إلى الجمع لعلوم أحمد بن حنبل وطلبها وسافر لأجلها وكتبها عالية ونازلة وصنفها كتبا. ولم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد أجمع منه لذلك.
أخبرني محمّد بن عبد الملك القرشي ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال ـ ببغداد ـ حدّثنا إسحاق بن خالد البالسي قال : حدّثنا حفص بن عمر العدني ، حدّثنا مالك بن أنس ، حدّثني جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جده قال : جمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين الظهر والعصر في المدينة ، فصلى أربعا ، وبين المغرب والعشاء فصلى سبعا. قال : مالك في ليلة مطيرة.
أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكيّ عن عبد العزيز بن جعفر قال : سمعت أبا الحسن علي بن محمّد بن بشّار ـ والخلّال بحضرته في مسجده ـ وقد سئل عن مسألة فقال : سلوا الشيخ فكأن السائل أحب جواب بن الحسن فقال : سلوا الشيخ ، هذا الشيخ ـ يعني الخلّال ـ إمام في مذهب أحمد بن حنبل ، سمعته يقول هذا مرارا.
وقال عبد العزيز : سمعت أبا بكر محمّد بن الحسين بن شهريار يقول : كلنا تبع للخلال لأنه لم يسبقه إلى جمعه وعلمه أحد.
قال عبد العزيز : وسمعت أبا بكر الشيرجي يقول : الخلّال قد صنف كتبه ويريد منا أن نقعد بين يديه ونسمعها منه وهذا بعيد. فقال له أبو بكر بن شهريار : كل من طلب العلم يقابل أبا بكر الخلّال؟ من يقدر على ما يقدر عليه الخلّال من الرواية؟ قال عبد العزيز : وقد رسم في كتابه ومصنفاته إذا حدث عن شيوخه يقول : أخبرنا أخبرنا ، فقيل له إنهم قد حكوا أنك لم تسمعها وإنما هي إجازة. قال : سبحان الله قولوا في كتبنا كلها حدّثنا.
حدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن طلحة بن محمّد بن جعفر أن أبا بكر الخلّال مات في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
__________________
(١) ٢٨٣٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٢٢ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٢٠. وطبقات الحنابلة ٢ / ١٢. وشذرات الذهب ٣ / ٢١٩.