حدث عن يحيى بن أبي طالب ، ومحمّد بن أحمد بن فضالة المروزيّ. روى عنه أبو حفص الكتاني المقرئ ، وأبو القاسم بن الثلاج.
من أهل مصراثا ـ وهي قرية تحت كلوذان ـ. سمع أبا بكر بن مالك القطيعيّ ، وأبا محمّد بن ماسي ، ومحمّد بن أحمد المفيد. كتبت عنه في قريته ـ ونعم العبد كان فضلا وديانة ، وصلاحا ، وعبادة ، وكان له بيت إلى جنب مسجده يدخله ويغلقه على نفسه ، ويشتغل فيه بالعبادة ولا يخرج منه إلّا لصلاة الجماعة ، وكان شيخنا أبو الحسين بن بشران يزوره في الأحيان ، ويقيم عنده العدد من الأيام متبركا برؤيته ، ومستروحا إلى مشاهدته.
أخبرنا أبو بكر الروشنائي ـ في شهر ربيع الأول من سنة سبع وأربعمائة ـ أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب بن ماسي البزّاز ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله الكبشيّ ، حدّثنا الأنصاريّ ، حدّثنا سليمان ـ يعني التميمي ـ أن أبا عثمان النهدي حدثهم ، عن أسامة بن زيد : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين ، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء» (٣).
مات الروشنائي بمصراثا ليلة السبت التاسع والعشرين من رجب سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، وخرج الناس من بغداد حتى حضروا الصلاة عليه ، وكان الجمع كثيرا جدّا ، ودفن في قريته.
* * *
__________________
(١) ٢٨٩٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٢ في المطبوعة.
(٢) ٢٨٩٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٥٨٣ في المطبوعة.
انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٤٣.
(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٧ / ٣٩ ، ٨ / ١٤١. وصحيح مسلم ، كتاب الذكر والدعاء باب ٢٦. وفتح الباري ١١ / ٤١٥.