السفير في ذلك أبو الحسن بن أبي عمرو السوائي ، فأبيت عليه وأشرت بأبي بكر أحمد بن علي الرّازيّ ، فأحضر الخطاب على ذلك وسألني أبو الحسن بن أبي عمرو معونته عليه ، فخوطب فامتنع ، وخلوت به فقال لي : تشير عليّ بذلك؟ فقلت : لا أرى لك ذلك. ثم قمنا إلى بين يدي أبي الحسن بن أبي عمرو وأعاد خطابه وعدت إلى معونته فقال لي : أليس قد شاورتك فأشرت على أن لا أفعل! فوجم أبو الحسن ابن أبي عمرو من ذلك وقال : يشير علينا بإنسان ثم يشير عليه أن لا يفعل! قلت : نعم! أما في ذلك أسوة بمالك بن أنس أشار على أهل المدينة أن يقدموا نافعا القاري في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأشار على نافع أن لا يفعل! فقيل له في ذلك : أشرت عليكم بنافع لأني لا أعرف مثله ، وأشرت عليه أن لا يفعل لأنه يحصل له أعداء وحساد! فكذلك أنا أشرت عليكم به لأني لا أعرف مثله ، وأشرت عليه أن لا يفعل لأنه أسلم لدينه.
وحدّثني الصيمري أيضا قال : حدّثني أبو بكر محمّد بن موسى الخوارزمي : أن مولد أبي بكر أحمد بن علي كان في سنة خمس وثلاثمائة ، وأنه دخل بغداد سنة خمس وعشرين ودرس على أبي الحسن الكرخي.
قال الصيمري : وتوفي أبو بكر الرّازيّ في ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة ، وصلى عليه أبو بكر محمّد بن موسى الخوارزمي.
حدّثني هلال بن المحسن ، قال : توفي أبو بكر الرّازيّ الفقيه في يوم الأحد السابع من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة ، عن خمس وستين سنة ، وصلّى عليه أبو بكر الخوارزمي صاحبه.
حدث عن عبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، ومحمّد بن جرير الطّبري ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأبي القاسم البغويّ ، وأبي بكر بن أبي داود ، وأبي عروبة الحرّاني ، ومحمّد بن جعفر بن يحيى العطار الحمصيّ ، وأحمد بن زكريا بن يحيى المقدسي. حدّثنا عنه محمّد بن عبد العزيز البردعي ، وأبو القاسم الأزهري وعبد العزيز بن علي
__________________
(١) ٢٤٢٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢١١٣ في المطبوعة.
(٢) الرفاء : هو لمن يرفو الثياب (الأنساب ٦ / ١٤١).