كتبت عنه وكان ثقة يسكن في الجانب الشرقي في درب سليم ، ويملى في كل سنة مجلسا واحدا في أول المحرم ، وكان أحد الموصوفين بالعقل ، والمذكورين بالفضل ، كثير البر والمعروف ، وكانت داره مألفا لأهل العلم. وبلغني أنه ولد في آخر ذي القعدة من سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
حدّثني رئيس الرؤساء ، شرف الوزراء جمال الورى أبو القاسم علي بن محمّد بن الحسن بن أحمد بن محمّد بن عمر قال : كان جدي يختلف في درس الفقه إلى أبي بكر الرّازيّ. قال : وكان يصوم الدهر ، ويقرأ في كل يوم سبع القرآن ، يقرؤه نهارا ويعيد ذلك السبع بعينه في ليلته في ورده. مات أبو الفرج بن المسلمة في يوم الاثنين مستهل ذي القعدة من سنة خمس عشرة وأربعمائة ، وكنت إذ ذاك بنيسابور.
حدّثنا رئيس الرؤساء أبو القاسم مرات كثيرة قال : رأيت أبا الحسين بن القدوري الفقيه بعد موته في المنام فقلت له : كيف حالك؟ فتغير وجهه ودق حتى صار كهيئة الوجه المرئي في السيف ، دقة وطولا وأشار إلى صعوبة الأمر ، قلت : فكيف حال الشيخ أبي الفرج ـ يعني جده ـ فعاد وجهه إلى ما كان عليه. وقال لي : ومن مثل الشيخ أبي الفرج ذاك ـ ثم رفع يده إلى السماء ـ فقلت في نفسي ، يريد بهذا قول الله تعالى : (وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ) [سبأ ٣٧].
أخبرني القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ ، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثني أحمد بن محمّد بن عثمان النّهرواني وكتبه لي بخطه قال : حدّثني أبو بكر محمّد بن علي بن السّكن المروزيّ قال : سمعت حبّان بن موسى المروزيّ يقول : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : لا يكون الرجل من أصحاب الحديث حتى يكتب عمن هو مثله ، وعمن هو فوقه ، وعمن هو دونه.
حدث عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي. روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
__________________
(١) ٢٧٥٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٤٤٢ في المطبوعة.
(٢) ٢٧٥٩ ـ هذه الترجمة برقم ٢٤٤٣ في المطبوعة.