كتبنا عنه وكان ثقة فاضلا ، من أهل القرآن والأدب ، وينتحل في الفقه مذهب مالك ، ومنزله في درب يعقوب آخر شارع درب الرقيق ، ومات في ليلة الأحد الخامس من ذي الحجة سنة عشرين وأربعمائة.
سمع أبا بكر بن مالك ، وأبا محمّد بن ماسي ، وأبا حفص بن الزّيّات ومخلد بن جعفر ، وأبا الحسن بن لؤلؤ ، ونحوهم. كتبنا عنه بانتخاب ابن أبي الفوارس ، وكان ثقة ، يسكن باب الأزج ، ومات في يوم الأربعاء للنصف من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ، ودفن في مقبرة باب حرب.
قدم بغداد في حداثته فسمع من أبي علي بن الصواف ، وأبي بكر بن خلاد ، ونحوهما ، وقدمها وقد علت سنه دفعات ، وحدث بها عن أبي القاسم الطبراني ، وأبي الشيخ الأصبهانيّ ، وعبد الله بن معاوية الطلحي الكوفيّ ، وأحمد بن محمّد بن العبّاس الأسفاطي البصريّ ، وأبي سلمان محمّد بن الحسين الحرّاني ، وغيرهم. كتب الناس عنه بانتخاب محمّد بن أبي الفوارس ، وسمعت منه ، وكان ثقة ثبتا.
أخبرنا أبو نصر بن عبدوس ـ في جامع المنصور ـ حدّثنا أبو بكر بن خلاد ، حدّثنا محمّد بن الفرج ، حدّثنا عبيد الله بن موسى ، أخبرنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر. قال : قلت : يا رسول الله ، أي الرقاب أفضل؟ قال : «أنفسها عند أهلها ، وأغلاها ثمنا (٤)».
سمعت من ابن عبدوس في سنة سبع وأربعمائة في آخر قدمة قدمها بغداد ، وخرج إلى الأهواز فأقام بها حتى مات ، وبلغني أنه مات في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
__________________
(١) ٢٤٤٦ ـ هذه الترجمة برقم ٢١٣٠ في المطبوعة.
(٢) ٢٤٤٧ ـ هذه الترجمة برقم ٢١٣١ في المطبوعة.
(٣) الجصاص : هذه النسبة إلى العمل بالجص وتبييض الجدران (الأنساب ٣ / ٢٦٠).
(٤) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ١٣٦. وسنن ابن ماجة ٢٥٢٣.
والسنن الكبرى للبيهقي ٦ / ٨١.