أخبرنا القاضي أبو العبّاس أحمد بن محمّد السّعيدي ، حدّثنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب الرّازيّ ـ بها ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن هارون الروياني ، حدّثنا علي بن سهل الرملي ، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل ، حدّثنا سفيان بن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا (١)».
وكان الأبيوردي حسن الاعتقاد ، جميل الطريقة ، ثابت القدم في العلم ، فصيح اللسان ، يقول الشعر.
وذكر لي عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ عمن حدثه أن القاضي أبا العبّاس الأبيوردي كان يصوم الدهر وأن غالب إفطاره كان على الخبز والملح ، وكان فقيرا يظهر المروءة. قال : ومكث شتوة كاملة لا يملك جبة يلبسها ، وكان يقول لأصحابه : بي علة تمنعني من لبس المحشو ، فكانوا يظنونه يعني المرض ، وإنما كان يعني بذلك الفقر ، ولا يظهره تصونا ومروءة.
حدّثني محمّد بن علي الصوري أنه سأل الأبيوردي عن مولده فقال : في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. ومات في يوم السبت السادس من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب.
حدث عن سريج بن يونس روى عنه عمر بن محمّد المعروف بابن الترمذي.
أخبرنا محمّد بن عمر بن جعفر الخرقي ، أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمّد ـ المعروف بابن الترمذي البزّاز ـ حدّثني خالي أبو سعيد أحمد بن محمّد بن عبيد الله الخلّال قال : حدّثنا سريج بن يونس ، حدّثنا أسباط بن محمّد ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله الرّازيّ ، عن سعد مولى طلحة ، عن ابن عمر قال : سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم حديثا لو لم أسمعه إلّا مرة أو مرتين ، أو ثلاثا وأربعا ، حتى عد سبع مرات سمعته يقول : «كان ذو الكفل رجلا من بني إسرائيل وكان لا يتورع عن ذنب عمله ، حتى أتته امرأة فأعطاها سبعين دينارا على أن يطأها ، فلما جلس منها مجلس الرجل من امرأته ارتعدت وبكت ، فقال لها : مالك! أأكرهتك؟ فقالت : لا ، لكن هذا عمل.
__________________
(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، صلاة المسافرين باب ٢٩. وفتح الباري ٢ / ٣٨٤.
(٢) ٢٧٢٨ ـ هذه الترجمة برقم ٢٤١٢ في المطبوعة.