فيه أيضا ما لا يخفى ، قال شيخنا المجلسي (عطر الله مرقده) في كتاب البحار بعد نقل جملة من هذه الأخبار : «والذي يظهر لي انه لما اشتهر بين بعض العامة كأبي حنيفة وجماعة منهم نجاسة غسالة الوضوء وكانوا يعدون لذلك منديلا يجففون به أعضاء الوضوء ويغسلون المنديل ، فلذا نهوا عن ذلك وكانوا يتمسحون بأثوابهم ردا عليهم ، كما روى عن مروان بن مسلم عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال : توضأ. ثم نقل حديث إسماعيل بن الفضل إلى ان قال : فيمكن حمل تلك الأخبار على التقية أو انه لم يكن بقصد الاجتناب عن الغسالة أو انه كان لبيان الجواز» انتهى. ولا يخفى ما فيه. والحكم لا يخلو من شوب الاشكال.
ثم انه هل يختص الحكم بالمسح بالمنديل فلا يلحق به غيره ، أو يشمل الذيل
__________________
في الجامع جماعة وانه ليضيق صدري ولا ينطلق لساني» وفي الفروع لابن مفلح الحنبلي ج ١ ص ٤٨٢ «لا تصح امامة الفاسق مطلقا وإذا لم تصح صلى معه دفعا للأذى ويعيد ، وقرأ المروزي على احمد بن حنبل ان انس بن مالك كان يصلى المكتوبة في منزله ويصلى الجمعة خلف الحجاج فلم ينكر ذلك احمد» وفي مناقب أبي حنيفة للخوارزمي ج ١ ص ١٧١ حيدر اباد «ان أبا حنيفة كان يقول امام ابن هبيرة : «عمر أفضل من على تقية» وفيه ص ١٧١ وفي مناقبه للبزار في ذيل مناقبه للخوارزمي ص ١٧٢ «كان المشايخ في زمان بنى أمية لا يذكرون عليا (ع) باسمه خوفا منهم والعلامة بينهم إذا رووا عن على ان يقولوا قال الشيخ كذا ، وكان الحسن البصري يتقي في الرواية عن على بن أبي طالب فيقول روى (أبو زينب) كناية عنه خوفا من بنى مروان» وروى ابن قدامة في المغني ج ٢ ص ١٨٦ عن أبي الحارث «انه لا يصلى خلف مرجىء ولا رافضي ولا فاسق إلا ان يخافهم فيصلي ويعيد» ولم يتعقب هذه الرواية. وفي تاريخ بغداد للخطيب ج ١٣ ص ٣٨٠ «كان أبو حنيفة يعمل بالتقية خوفا» وفي تفسير المنار ج ٣ ص ٢٨١ و (اقتضاء الصراط المستقيم) لابن تيمية ص ١٧٦ و (التبصير في الدين الإسلامي) للاسفرائينى ص ١٦٤ و (الروض الباسم) للوزير اليماني ج ٢ ص ٤١ والنجوم الزاهرة لابن تغربردى الحنفي ج ٢ ص ٢١٩ ما يؤيد ذلك.