فأخرجت له الأصل فقال حدثني به ، فحدثته به ، ثم لما كان بعد مدة جاءني فتذاكرنا بشيء وقضى أنا تذاكرنا بحديث من حديث فاطمة بنت قيس ، فقال لي عمر البصريّ : إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن الشعبي عن فاطمة فقلت قال إسماعيل بن رجاء عن الشعبي وأخذت أريه أني ما سمعت بهذا ، فقال نعم هذا حديثي في الدنيا ، ولي قصة في هذا ، قلت أيش هو؟ حدثني. فقال جئت يوما إلى الباغندي فقال لي ذكر أبو بكر بن أبي شيبة ، إلى أن أتى على الحديث كما حدثته به ، ونسى الميشوم ، أني أنا حدثته به ، فعلمت أنه كذاب وسقط من عيني.
وقد حدّثنا بالحديث أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، حدّثنا محمّد بن عبيدة الحافظ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم. وأخبرناه أبو القاسم الأزهري ـ واللفظ له ـ حدّثنا عليّ بن محمّد بن أحمد الورّاق ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد ابن عبيد ـ كذا كان في كتاب الأزهري ـ حدّثنا أبو بكر الأثرم ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا محمّد بن بشر العبديّ عن مالك بن مغول عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت : طلقني زوجي ثلاثا فلم يجعل لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم سكنى ولا نفقة.
قال لنا أبو نعيم كان هذا الحديث عند أبي محمّد بن السبيعي عن الباغندي فقال : سمعه مني بحلب إنسان من أهل بغداد من الحفاظ يعرف بابن سهل ، فحدث به أبا العبّاس بن عقدة عني عن الباغندي.
قلت : والصواب محمّد بن عبيدة كما رواه لنا أبو نعيم. وأبو بكر الأثرم ليس بصاحب أحمد بن حنبل المسمى أحمد بن محمّد بن هانئ ، وإنما هو محمّد بن المعلّى ، بين ذلك الحاكم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن البيع الحافظ النّيسابوريّ في روايته عن السبيعي. فقال : حدثني محمّد بن عبيدة الحافظ قال : حدثني محمّد بن المعلّى الأثرم قال : حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ـ وساق الحديث.
قال محمّد بن أبي الفوارس : توفي أبو حفص عمر بن أبي السري البصريّ الحافظ يوم الجمعة لليلتين خلتا من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، ومولده سنة ثمانين ومائتين وحدث بشيء يسير ، وكانت كتبه رديئة.