وجار سار معتمدا إلينا |
|
أجاءته المخافة والرجاء |
والمخاض ـ بفتح الميم ـ : طلق الحامل ، وهو تحرك الجنين للخروج.
والجذع ـ بكسر الجيم وسكون الذال المعجمة ـ : العود الأصلي للنخلة الذي يتفرع منه الجريد. وهو ما بين العروق والأغصان ، أي إلى أصل نخلة استندت إليه.
وجملة (قالَتْ) استئناف بياني ، لأن السامع يتشوف إلى معرفة حالها عند إبان وضع حملها بعد ما كان أمرها مستترا غير مكشوف بين الناس وقد آن أن ينكشف ، فيجاب السامع بأنها تمنت الموت قبل ذلك ؛ فهي في حالة من الحزن ترى أن الموت أهون عليها من الوقوع فيها.
وهذا دليل على مقام صبرها وصدقها في تلقي البلوى التي ابتلاها الله تعالى فلذلك كانت في مقام الصديقية.
والمشار إليه في قولها (قَبْلَ هذا) هو الحمل. أرادت أن لا يتطرق عرضها بطعن ولا تجرّ على أهلها معرة. ولم تتمن أن تكون ماتت بعد بدوّ الحمل لأن الموت حينئذ لا يدفع الطعن في عرضها بعد موتها ولا المعرة على أهلها إذ يشاهد أهلها بطنها بحملها وهي ميتة فتطرقها القالة.
وقرأ الجمهور (مِتُ) ـ بكسر الميم ـ للوجه الذي تقدم في قوله تعالى : (وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ) في سورة آل عمران [١٥٧]. وقرأه ابن كثير ، وابن عامر ، وأبو عمرو ، وعاصم ، وأبو جعفر بضم الميم على الأصل. وهما لغتان في فعل مات إذا اتّصل به ضمير رفع متصل.
والنسي ـ بكسر النون وسكون السين ـ في قراءة الجمهور : الشيء الحقير الذي شأنه أن ينسى ، ووزن فعل يأتي بمعنى اسم المفعول بقيد تهيئته لتعلّق الفعل به دون تعلق حصل. وذلك مثل الذبح في قوله تعالى : (وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) [الصافات : ١٠٧] ، أي كبش عظيم معدّ لأن يذبح ، فلا يقال للكبش ذبح إلا إذا أعد للذبح ، ولا يقال للمذبوح ذبح بل ذبيح. والعرب تسمي الأشياء التي يغلب إهمالها أنساء ، ويقولون عند الارتحال : انظروا أنساءكم ، أي الأشياء التي شأنكم أن تنسوها.
ووصف النسي بمنسي مبالغة في نسيان ذكرها ، أي ليتني كنت شيئا غير متذكّر وقد نسيه أهله وتركوه فلا يلتفتون إلى ما يحل به ، فهي تمنت الموت وانقطاع ذكرها بين أهلها