ثانيا : إذا كانت مصدّرة بضمير صاحبها ، نحو : قصدتك وأنا واثق بمروءتك.
ثالثا : إذا كانت ماضويّة غير مشتملة على ضمير صاحبها ، مثبتة كانت أو منفيّة ، غير أنّه تجب «قد» مع الواو في المثبتة ، نحو : بلغت المدينة وقد بزغ الفجر ، ورحلت عنها وما طلعت الشّمس.
وتمنع واو الحال ، ويتعيّن الضّمير في خمسة مواضع :
أوّلا : إذا كانت جملة الحال مؤكّدة لمضمون الجملة قبلها ، نحو : هو الحقّ لا شكّ فيه و (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) [البقرة : ٢].
ثانيا : إذا كانت ماضويّة واقعة بعد إلّا فيجب تجريها عندئذ من الواو ، وقد ، نحو : ما تكلّم إلّا ضحك (١).
ثالثا : إذا كانت ماضويّة متلوّة «بأو» ، نحو : لأضربنّه عاش أو مات ، ولا أصاحبنّه غاب أو حضر.
رابعا : إذا كانت مضارعيّة مثبتة غير مقترنة بقد ، نحو : جاء التّلميذ يحمل كتابه فإذا اقترنت (بقد) وجبت الواو معها ، نحو : (لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ) [الصف : ٥].
خامسا : إذا كانت مضارعيّة منفيّة «بما» أو «لا» ، نحو : هجم الجيش ما يخاف الأعداء و (وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ) [المائدة : ٨٤].
أمّا إذا كانت منفيّة : للم ، أو لمّا ، فالمختار ربطها بالواو والضّمير معا ، نحو : ضربت المجرم ولم أشفق عليه ، وقطفت الثّمرة ولمّا تنضج.
وإذا خلت جملة الحال من ضمير صاحبها وجب ربطها بالواو ، نحو : جئت ولم تطلع الشّمس.
ويجوز اقتران جملة الحال بالواو ، وعدمه ، إذا لم يكن فيها شيء ممّا يوجب
__________________
(١) قد سمع اقترانها بعد «إلا» بالواو ، كقول الشاعر [البسيط] :
نعم امرؤ هرم لم تعر نائبة |
|
إلّا وكان لمرتاع بها وزرا |
وبقد ، كقول الآخر [الطويل] :
متى يأت هذا الموت لم يلف حاجة |
|
لنفسي إلا قد قضيت قضاءها |
على أن ما ورد من ذلك شاذ لا يقال عليه.