ومنها : تخصيصهم إيّاه في القسم بحالة لا تكون لغيره وهو إدخالهم التاء عليه في قولهم : «تالله لا أفعل» وقولهم : «وأيمن الله لأفعلنّ».
فتذكّر بهذه الخواصّ السبع الحكم السباعيّ الذي نبّهت عليه عند الكلام على حروفه ، مرتقيا إلى الفرديّة الأولى والتربيع التابع له ، ثم إلى التثنية التي لها الأوّليّة والحكم الخماسيّ التالي (١) له والمقترن به ، واعتبر التطابق الذي بين الحقائق ، وتبعيّة ما ظهر من الجزئيّات لما بطن من أصولها الكلّيّة ، ينفتح لك أبواب شتّى من المعارف العزيزة (٢) والله المرشد.
اشتقاق لفظ الجلالة
وأمّا اشتقاقات (٣) هذا الاسم الكريم فأحدها مأخوذ من أله (٤) الرجل إلى الرجل يأله إلاها : فزع إليه فآلهه ، أي أجاره وآمنه.
والاشتقاق الثاني مأخوذ من وله يوله ، وأصله (٥) «ولاه» فأبدلت الواو همزة ، كما قالوا : وساد وإساد وشاح وإشاح. والوله عبارة عن المحبّة الشديدة ، وكان يجب أن يقال : مألوه كمعبود ، لكن خالفوا البناء ليكون اسم علم ، فقالوا : إلاه. كما قيل للمحسوب والمكتوب : حساب وكتاب.
الاشتقاق الآخر مأخوذ من لاه يلوه. إذا احتجب.
والآخر «لاه يلوه» إذا ارتفع.
والآخر اشتقاقه من ألهت بالمكان إذا أقمت به.
والآخر اشتقاقه من الإلهيّة ، وهي القدرة على الاختراع.
والوجه الآخر في اشتقاقه قالوا : الأصل في قولنا : الله الهاء التي هي كناية عن الغائب. وذلك أنّهم أثبتوا موجودا في نظر عقولهم ، وأشاروا إليه بحرف الكناية ، ثم زيد فيه لام الملك ، لما علموا أنّه خالق الأشياء ومالكها ، فصار «له» ، ثم زيدت فيه الألف واللام تعظيما ، وفخّموه توكيدا لهذا المعنى ، فصار بعد هذه التصرّفات على صورة قولنا : «الله» والآخر : أله
__________________
(١) ق : بالتالي.
(٢) ق : الغريزة.
(٣) في الأصل : وأمّا اشتقاق.
(٤) ب : تألّه.
(٥) ه : أصلها.