وجمّد حركتهم وجعلهم يغرقون في الظلام والجهل والتخلّف.
إن المنهج القرآني يرتكز على حرية الإنسان في تفكيره من خلال مسئوليته عن قناعاته التي يريد الله له أن ينطلق بها من قاعدة فكرية صلبة ، فلا ضغط من موقع العاطفة والقوة ، ولا خضوع للعاطفة وللمصالح ، بل هي الحقيقة التي تدعو الإنسان إلى ملاحقتها بالتأمل والتفكير والبحث ، بعيدا عن تراث الماضي وعن هيمنة الحاضر.
* * *
موقف الإسلام من المسلمين الذين يقلّدون الآباء في إسلامهم
وقد يثير البعض في هذا المجال سؤالا حول الاتجاه الديني في حياة الناس ، فإن من الملحوظ أن التديّن عند أغلب الناس لا ينطلق من فكر يبحث ويتأمّل ويدقق ، بل يعيش في وجدان أتباعه كعقيدة مقدسة من تراث الآباء والأجداد ، ولهذا نرى الكثيرين من المتدينين يرثون الدين يعتنقه آباؤهم ويخلصون له ، من دون أيّة دراسة للمضمون ، أو وعي للتفاصيل في ما هو الحق والباطل ، تماما كما هو الانتماء النسبي أو وعي للتفاصيل في ما هو الحق والباطل ، تماما كما هو الانتماء النسبي أو القومي ، عند ما يمنح الإنسان شخصية لا يملك معها إرادة واختيارا ، بل هي مفروضة عليه من خلال الظروف الموضوعية أو الطبيعية المحيطة به. وقد يجد هذا تشجيعا لدى المؤسسات الدينية المتنوعة التي تحوّلت إلى كيانات رسمية لا تسمح للفكر أن يتحرك ، وللحوار أن يطرح علامات الاستفهام أمام مواطن الشك.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما هو الفرق بين واقع الناس الديني الآن ، وبين واقع الناس الذين يتحدث عنهم القرآن في هذه الآية؟