(وَالدَّمَ) وقد ذكر البعض أن الدم وسط مستعد لتكاثر أنواع الميكروبات ، فالميكروبات التي تدخل البدن تتجه أول ما تتجه إلى الدم ، وتتخذه مركزا لنشاطها ، ولذلك اتخذت الكريات البيضاء مواقعها في الدم للوقوف بوجه توغل هذه الأحياء المجهرية في الدم المرتبط بكل أجزاء الجسم ، وحين يتوقف الدم عن الحركة وتنشل الحياة فيه ، يتوقف نشاط الكريات البيض أيضا ، ويصبح الدم بذلك وسطا صالحا لتكاثر الميكروبات من دون أن تواجه عقبة في التكاثر. ولذلك نستطيع أن نقول : إن الدم حين يتوقف عن الحركة يكون أكثر أجزاء جسم الإنسان والحيوان تلوّثا.
ومن جهة أخرى ، ثبت اليوم في علم الأغذية ، أن الأغذية لها تأثير على الأخلاق والمعنويات عن طريق التأثير في الغدد وإيجاد الهرمونات. ومنذ القديم ثبت تأثير شرب الدم على تشديد قسوة الإنسان ، وقد جاءت الرواية عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام قال : «أما الدم فإنه يورث أكله الماء الأصفر ، ويبخر الفم ، وينتن الريح ، ويسيء الخلق ، ويورث الكلب والقسوة في القلب ، وقلة الرأفة والرحمة ، حتى لا يؤمن أن يقتل ولده ووالديه ، ولا يؤمن على حميمه ، ولا يؤمن على من يصحبه» (١).
(وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ) وقد ذكر أنه يشتمل على بعض الديدان الخطرة على الصحة العامة للإنسان من خلال طبيعتها الضارة ، ومنها «دودة التريشي التي تعيش في لحم هذا الحيوان وتتكاثر بسرعة مدهشة ، وتضع في الشهر خمسة عشر ألف بيضة وتسبب للإنسان أمراضا متنوعة كفقر الدم ، والغثيان ، والحمى خاصة ، والإسهال ، وآلام المفاصل ، وتوتر الأعصاب ، والحكة ، وتجمع الشحوم داخل البدن ، والإحساس بالتعب ، وصعوبة مضغ الطعام وبلعه والتنفس و ...» ، وقد يوجد في كيلو واحد من لحم الخنزير (٤٠٠)
__________________
(١) الكافي ، ج : ٦ ، ص : ٢٤٢ ، رواية : ١.