مليون دودة من هذه الديدان. ويضيفون إلى مضاره تأثيره في التحلل الجنسي للإنسان.
(وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ) وهو الحيوان الذي يذبح على اسم غير اسم الله ، كالأصنام ونحوها مما يعبده المشركون. ولعلّ التحريم في هذا النوع ناشئ من العناصر الروحية التربوية ، لأن الله يريد للإنسان أن ينطلق في استحلاله للحيوانات من خلال اسم الله ليعيش في نفسه أن الانطلاق من اسم الله تعالى هو الأساس في كل حركته الغذائية في الحياة. (فَمَنِ اضْطُرَّ) بأن توقفت حياته على أكل هذه المحرمات ، أو استلزم تركها الوقوع في حرج شديد لا يتحمّل عادة في الواقع الطبيعي للإنسان مما يصدق عليه مفهوم الاضطرار عرفا ، (غَيْرَ باغٍ) أي ظالم سائر في طريق البغي ، أو متجاوز للحدود المرسومة له في حركته في سفره أو حضره ، أو باغ على السلطة الشرعية ، (وَلا عادٍ) أي غاصب أو سارق أو عاص آخذ بالمعصية أو معتد على العباد ، (فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) لأن الله أحل الحرام للمضطر ، ولم يجعل في دينه حرجا على الناس.
والوجه في استثناء الباغي والعادي هو أن الإباحة للمضطر تمثل لطفا من الله بعباده ورحمة لهم ، فلا ينالها إلا الإنسان الذي لا يحارب الله ورسوله ، ولا يتعدى حدوده في طريق اضطراره ، فلو كان اضطراره في خط البغي والعدوان لم يكن معذورا ، بل يزداد إثما ، وهذا كما في وجوب الإتمام في السفر على من كان عاصيا في سفره ، لأنه لا يستحق اللطف بالتخفيف في الصلاة بالقصر في السفر.
(إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فالرخصة فيه مظهر لعفوه ومغفرته من باب رفع موضوع الذنب بالطريقة التي تلتقي فيها بالمغفرة ، والله العالم.
* * *