ورأيت طيرا بيضا ترفرف حولها قال : فلمّا أصبح غدا بالرأس إلى عبيد الله بن زياد وأقام عمر بن سعد يومه ذلك والغد ثم أمر حميد بن بكير الاحمري فأذّن في الناس بالرحيل إلى الكوفة وحمل معه بنات الحسين واخواته ، ومن كان معه من الصبيان وعلي بن الحسين مريض (١).
وروى الطبري عن قرّة بن قيس التميمي قال : نظرت إلى تلك النسوة لمّا مررن بحسين وأهله وولده صحن ولطمن وجوههن ... قال : فما نسيت من الأشياء لا أنسى قول زينب ابنة فاطمة حين مرّت بأخيها الحسين صريعا وهي تقول : يا محمّداه يا محمّداه! ، صلّى عليك ملائكة السماء ، هذا حسين بالعراء ، مرمّل بالدماء ، مقطّع الأعضاء ، يا محمّداه! وبناتك سبايا ، وذرّيّتك مقتّلة تسفي عليها الصبا. قال : فأبكت والله كلّ عدوّ وصديق قال : وقطف رءوس الباقين فسرّح باثنين وسبعين رأسا مع شمر بن ذي الجوشن وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج وعزرة بن قيس فأقبلوا حتّى قدموا بها على عبيد الله بن زياد(٢).
__________________
(١) الطبري ٢ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩ ط. اوربا.
(٢) الطبري ٢ / ٣٧٠ ط. اوربا.