محمّد فاضل المشهدي (١). وقد قرأ عندي ما تيسّر قراءته وهو كتاب من لا يحضره الفقيه ، من أوّله إلى آخره ، وكتاب الاستبصار أيضا بتمامه ، وكتاب اصول الكافي كلّه ، وأكثر كتاب التهذيب ، وغير ذلك ، قراءة بحث وتنقيح وتدقيق ، فأحسن وأجاد وأفاد أكثر ممّا استفاد بحيث ظهر جدّه واجتهاده وقابليته واستعداده ... وأهليته لنقل الحديث وروايته بل نقده ودرايته ، وقد التمس مني الاجازة فبادرت إلى اجابته ... (٢).
كان هذا نوعا من أنواع الاجازة يحرّرها الشيخ في رسالة خاصّة ، ونوع ثان منها يحرّرها الشيخ بظهر الكتاب الّذي قرأه التلميذ عليه ، مثل خمس اجازات للمجلسي محمّد باقر منحها تلميذه محمّد شفيع التويسركاني وجدناها بخطّه في أواخر كتب الكافي من نسخة مخطوطة ثبتنا صورها بآخر الكتاب وهي كالآتي :
أ ـ الاجازة الأولى مدوّنة بآخر كتاب العقل والتوحيد وما يقابل ١ / ١٦٧ ط. طهران جاء فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
انهاه المولى الفاضل الكامل التقيّ الذكيّ الالمعي مولانا محمّد شفيع التويسركاني وفقه الله تعالى للارتقاء على أعلى مدارج الكمال في العلم والعمل سماعا وتصحيحا وتدقيقا وضبطا في مجالس آخرها خامس عشر شهر جمادى الأولى من شهور سنة ثلاث وثمانين بعد الألف من الهجرة ، وأجزت له أن يروي عنّي كلّما صحّت روايته واجازته بحق روايتي عن مشايخي واسلافي ، باسانيدي المتكثرة المتصلة إليهم ، رضوان الله عليهم أجمعين ، وكتب بيمناه
__________________
(١) ترجمته في الفوائد الرضوية للشيخ عباس القمي ص ٥٨٨.
(٢) البحار ١١٠ / ١٠٧ ـ ١٠٩ ، وراجع ص ١٢٧ و ١٥٧ وما بعدها وما قبلها.