أعدّ الله ورسوله الامّة في الآيات والأحاديث الآنفة لتنظر إلى أهل البيت عامّة بعد رسول الله (ص) نظرة إجلال وإكبار وحبّ وولاء ، وكذلك في آيات أخرى مثل : آية الخمس وسورة هل أتى ، وآية وآت ذا القربى حقّه ، وفي أحاديث عن النبي في تفسير تلك الآيات وغيرها (١).
وخصّ بالذكر من بينهم الإمام الحسين في مثل إخبار الله نبيّه باستشهاد الإمام الحسين في يوم مولده وبعده ، واخبار رسوله أمّته بذلك مرّة بعد أخرى (٢).
وكذلك في ما فعل الإمام علي (ع) بعد رسول الله (ص) مثل روايته عن رسول الله (ص) في طريقه إلى صفين وغيره باستشهاد الإمام الحسين (ع).
وقوله في بعض أيّام صفّين :
إنّني أنفس بهذين ـ يعني الحسن والحسين (ع) ـ على الموت لئلّا ينقطع بهما نسل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
هكذا وجّهت الامّة إلى حبّ الإمام الحسين وإجلال مقامه ، أضف إلى ذلك ما كان عند بعض أبناء الأمّة من نصوص عن الرسول في إمامة الأئمة الاثني عشر ، وأنّهم حملة الإسلام وحفظته وأن الإمام الحسين ثالثهم.
ومهما يكن من أمر فان الإمام الحسين كان الرجل الوحيد الذي ورث حب المسلمين لجده الرسول (ص) في عصره.
ولهذا رغب المسلمون يوم ذاك في أن يبايعوه بالخلافة ليصبح بتلك البيعة
__________________
(١) أسباب النزول للواحدي ص ٣٣١ ، وأسد الغابة ٥ / ٥٣٠ ، والرياض النضرة ٢ / ٢٢٧ ، ونور الأبصار ، للشبلنجي ، وتفسير الآية بتفسير السيوطي.
(٢) راجع قبله فصل «انباء باستشهاد الحسين».
(٣) نهج البلاغة ، العدد ٢٠٥ من خطبه.