الخليفة الذي ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات (١).
الخليفة الذي يأمر بقتل سبط الرسول ويسبي بناته ويبيح حرم الرسول ويرمي الكعبة بالمنجنيق وينشد :
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبر جاء ولا وحي نزل (٢) |
هذا هو الإسلام الذي كانوا يجدونه لدى خليفة الله وخليفة رسوله (٣).
وكان يقال للمسلمين في كل مكان : انّ التمسّك بالدين في طاعة هذا الخليفة.
إذا فقد تبيّن ان المشكلة يوم ذاك لم تكن مشكلة تسلط الحاكم الجائر كي يعالج بتبديله بحاكم عادل ، بل كانت مشكلة ضياع الأحكام الإسلاميّة ، وتديّن المسلمين بطاعة الخليفة مهما كانت أوامره ، ورؤيتهم لمقام الخلافة ، ومع هذه الحالة كان العلاج منحصرا بتغيير رؤية المسلمين هذه وعقيدتهم تلك كي تتيسّر بعد ذلك اعادة الأحكام الإسلاميّة من جديد ، وكان الانسان الوحيد الذي يستطيع أن ينهض بعبء هذا التغيير هو الإمام الحسين (ع) لمنزلته من رسول الله (ص) ومقامه منه ، ولما ورد في حقه من الآيات والأحاديث.
كان على هذا الإنسان مع تلك الميزات أن يختار يومئذ أحد أمرين لا ثالث لهما :
__________________
(١) هكذا وصفه أماثل أهل المدينة الذين وفدوا إليه وشاهدوه من قريب مع انه برهم وأكرمهم.
(٢) ذكرنا مصادر هذه الأخبار في ما سبق من هذا الكتاب.
(٣) كانت عصبة الخلافة تسمي الخليفة بخليفة الله كما مرّت الاشارة إليه ، وقد قال مروان بن أبي حفصة في وصف دفاع معن عن المنصور يوم الهاشمية :
ما زلت يوم الهاشمية معلنا |
|
بالسيف دون خليفة الرحمن |
مروج الذهب ٣ / ٢٨٦.