الإنسان أُلعوبة ووسيلة في قبضة الغرائز والميول الجامحة ، فإنّ النتيجة تكون فناء الإنسان والقضاء عليه وإبادته ، يقول سبحانه :
(... وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ...). (١)
إذاً ووفقاً للنظرية القرآنية انّ الّذين يضعون زمام أُمورهم في قبضة النفس والغرائز غير المهذبة وغير المتّزنة هم عبدة الهوى وأتباع الميول والغرائز حيث يقول سبحانه :
(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ ...). (٢)
وفي الواقع انّ الهوى هنا هو عين الغرائز والميول الحيوانية الجامحة والتي لا تعرف الحدود أبداً ، وإذا ما رأينا الإسلام يحاول تنظيم تلك الغرائز وتعديلها ورسم الحدود لها ووضع الخطوط الحمراء التي لا يحق لأي إنسان تجاوزها انسياقاً مع الغرائز والميول ، فهذا لا يعني انّ الإسلام يريد القضاء على تلك الميول والغرائز ، بل هو في الواقع سعي جاد من قبل الإسلام للحفاظ على النسل البشري وبقاء وديمومة النوع الإنساني واستمرار الحياة من خلال عملية الموازنة والتعديل والتنظيم.
٣. رفيق السوء
من الأُمور الفطرية للإنسان أن يبحث عن مصاحب ورفيق له يناسبه في السن والفكر والنوع ، وهذا الأمر لا يمكن الردع عنه أو الوقوف أمامه بأيّ حال من الأحوال ، لأنّ مواجهة الأمر الغريزي في الواقع كالسير عكس التيار الذي لا
__________________
(١). ص : ٢٦
(٢). الجاثية : ٢٣.