رأى ذووه من عرّضه لذلك الألم والمرارة أو القتل قد نال جزاءه العادل.
٢. تربية المجرمين
إنّ الهدف من بعض العقوبات هو إعادة تأهيل وتربية المجرمين ، فعلى سبيل المثال تقوم الحكومة بحجز المخطئين أو الأحداث الذين يقومون باقتراف بعض الجرائم في سجون خاصة من أجل إعادة تأهيلهم وتربيتهم عن طريق تعريضهم لظروف جديدة وضغوط خاصة تردعهم عمّا اقترفوه من الجرائم.
٣. ليكون المجرم عبرة للآخرين
الهدف الثالث من العقاب بالإضافة إلى تربية المجرم وتأديبه وإعادة تأهيله في المجتمع ، هو أنّه حينما يعرض للعقاب أمام الملأ العام ، يكون في ذلك عبرة للآخرين للاتّعاظ وعدم الإقدام على الخطأ أو الجرم الذي أقدم عليه.
هذه هي بعض الأهداف من العقاب في الدنيا ، وحينئذٍ يطرح السؤال التالي : ما هو الهدف من العقاب الأُخروي؟ فإذا كان الهدف هو تسكين الآلام ، فالله سبحانه وتعالى أسمى من أن يتّصف بتلك الإحساسات المادية اتجاه مَن يعصيه أو يتمرّد على أوامره ونواهيه.
وإذا كان الهدف هو تربية المجرمين وتنبيههم إلى فداحة الخطأ الذي اقترفوه ، فلا شكّ انّ هذا الاحتمال أيضاً فيه مناقشة ، لأنّ مجال التنبيه والتربية هو عالم الدنيا لا الآخرة.
وأمّا إذا كان الهدف هو اعتبار الآخرين بما ناله المجرمون من العقاب ، فهذا أيضاً لا معنى له ، وذلك لأنّه لا معنى للاعتبار والاتّعاظ في عالم الآخرة ، وذلك لأنّ الحياة قد انتهت وقامت القيامة ولم يبق مجال حينئذٍ للاتّعاظ والاعتبار ونال