وقال سبحانه :
(إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ). (١)
وفي كلمات أمير المؤمنين عليهالسلام لمحات وإشارات إلى هذا البرهان لمن أمعن النظر فيها حيث يقول عليهالسلام :
«وَإِنَّ الْخَلْقَ لا مَقْصرَ لَهُمْ عَنِ القِيامة مُرقِلينَ (٢) في مِضْمارِها إِلَى الْغايَةِ القُصْوى». (٣)
٦. المعاد مظهر ربوبيته سبحانه
الربّ في اللغة بمعنى الصاحب ، يقال : «ربّ الدار» و «ربّ الضيعة» لصاحب الدار وصاحب الضيعة أو البستان ، وفي الحقيقة انّ المقام الربوبي هو مقام تدبير المربوب وإيصاله إلى الكمال ، كما أنّ مقام الخالقية يرتبط بمرحلة الإيجاد والإنشاء ، فإنّ الموجود الممكن بعد أن يلبس ثوب الإيجاد والإنشاء يبقى بحاجة إلى الرعاية والتدبير والسوق نحو الكمال المنشود ، وهذا هو مجال المقام الربوبي.
كما أنّ كلمة «الرب» ـ وكما بيّنّا ـ تشير إلى أنّ حقيقة الربوبية والمربوبية تتجلّى في كون الإنسان عبداً لله سبحانه وانّ الله هو المالك المطلق والصاحب له ، وانّ العبد هو المملوك لربه سبحانه وممّا لا ريب فيه أنّ من شأن العبد بالنسبة إلى مولاه أن يطيعه ويتّبعه في جميع أوامره بنحو تكون حركاته وسكناته جميعها مطابقة لأوامر مولاه ونواهيه.
__________________
(١). القيامة : ٣٠.
(٢). أي مسرعين.
(٣). نهج البلاغة : ص ١٥١.