٦. صلصال كالفخار :
(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ). (١)
وفي نفس المضمون الآيات ٢٦ ، ٢٨ و ٣٣ من سورة الحجر ، انّ هذه الآيات تشير إلى المادة الأُولى التي خلق منها آدم عليهالسلام وذريته من بني الإنسان ، ومن المسلّم انّ هذه الأُمور الستة ترتبط وبصورة مباشرة بالحالات المادّية لخلق الإنسان الأوّل المتمثّل في أبي البشر آدم عليهالسلام وانّ القرآن الكريم ينسبها ـ وبنحو ما ـ إلى جميع البشر حيث يقول تعالى :
(خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ) أو (خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ).
ولا ريب انّ المادة الأُولى لخلق الإنسان قد مرّت بتغيّرات كيفية تمثّلت بالحالات الستة التي أشارت إليها الآيات السابقة ولم يحدث أبداً أي تغيير جوهري أو انقلاب نوعي في تلك المادة.
ومن المعلوم أنّ القرآن الكريم ليس من كتب العلوم الطبيعية لكي يبحث في هذه الأُمور بصورة مفصّلة ، ولكنّه ولأسباب وأهداف تربوية أشار إلى تلك التحوّلات الستة التي وقعت على المادة الأُولى لخلق الإنسان مذكّراً الإنسان بحقيقة مكوّناته لكي لا يغتر من جهة ولكي يرعوي المتكبّر ويعرف أنّه كيف قد تداركته الرحمة الإلهية ونقلته من حضيض التراب إلى أوج السمو والرفعة.
المرحلة الثانية : مرحلة التصوير
اعتبر القرآن الكريم مرحلة تصوير آدم هي المرحلة الثانية من مراحل خلق الإنسان حيث قال سبحانه :
__________________
(١). الرحمن : ١٤.