وسوقه نحو الله سبحانه ، وخلق حالة من الارتباط بينه وبين ربّه بحيث لا يغفل عنه أبداً.
٣. اجتناب التقليد الأعمى
لم يحثّ الإسلام المسلمين على طلب العلم والفكر وكشف الأسرار الخفية لهذا العالم فقط ، بل حثّهم على اجتناب التقليد الأعمى والتبعيّة اللّامدروسة والغير موزونة والتحرّز عن كلّ ما يمت إلى ذلك بصلة.
صحيح انّ إحدى الغرائز الإنسانية وميوله هي «غريزة المحاكاة» أو «الميل إلى الانسجام» وانّ هذا الميل يلازم الإنسان في جميع مراحل الحياة وفي كافة الأدوار وخاصة في دور الطفولة حيث يلعب هذا الميل دوراً أساسياً في تكامله وتطوّره بحيث إنّ الطفل الذي يفتقد هذا الميل لا يتمكّن من تعلّم الكثير من الأُمور التي تحتاج إلى نوع من التقليد والمحاكاة كالمشي والنطق و ... نعم كلّ ذلك صحيح ، ولكن الاستفادة الصحيحة والانتفاع الطبيعي من هذه الغريزة يتوقّف على الاستفادة منها بصورة عقلية ومنطقية متّزنة ولا يترك الأمر لهذه الغريزة بحيث تكون هي الأساس الذي يبني عليه الإنسان حياته بنحو يؤدي إلى إلغاء دور العقل والفكر والمعرفة العقلية.
إنّ هناك طائفة من الناس حاربت العقل والفكر تعصّباً منها لطريقة وسنّة ومنهج الآباء والأجداد ، واتّبعوا آباءهم تبعية عمياء واضعين في أعناقهم نير الذلّ والعبودية الناتج من ذلك الميل.
ولقد أشار القرآن الكريم إلى منهج عرب الجاهلية ومنطقهم وحجتهم في عدم الخضوع للحق وقبول الدين الحنيف والرسالة المحمدية ولما ذا يفضلون عبادة الأوثان على عبادة الله الواحد القهّار؟ فقال سبحانه حاكياً جوابهم الواهي :