عقيدة اليهود حول جبرئيل
إنّ آيات الذكر الحكيم والروايات الصادرة لبيان سبب نزول تلك الآيات تحكي لنا أنّ المجتمع اليهودي ، أو على أقلّ تقدير ، انّ اليهود المعاصرين للنبي الأكرم كانوا ينظرون إلى جبرئيل عليهالسلام نظرة عداء ويعتبرونه خصماً وعدواً لدوراً لهم ويطلقون عليه صفة ملك العذاب ، كما أنّهم يعتقدون أنّ الله تعالى أمره بوضع النبوة في سلالة بني إسرائيل ، ولكنّه وضعها في أبناء إسماعيل ، ولذلك فإنّ عبارة «خان الأمين» التي ينسبها الجهلة من الكتّاب المتعصّبين إلى الشيعة ظلماً إنّما هي في الواقع عبارة هؤلاء اليهود.
وقد أشار الطبرسي إلى عداوة اليهود لجبرئيل : قال صوريا ـ أحد أحبار اليهود ـ للنبي : أي ملك يأتيك بما ينزل الله عليك؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : جبريل. قال صوريا : ذاك عدونا ينزل بالقتال والشدة والحرب ، وميكائيل ينزل باليسر والرخاء ، فلو كان ميكائيل هو الذي يأتيك لآمنّا بك. (١)
فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية في ردّ معتقدهم فقال سبحانه :
(قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ). (٢)
وقال سبحانه أيضاً :
(مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ). (٣)
__________________
(١). تفسير الفخر الرازي : ١ / ٤٣٧ ، ط مصر ١٣٠٨ ؛ مجمع البيان : ١ / ٣٢٥ ، دار المعرفة.
(٢). البقرة : ٩٧.
(٣). البقرة : ٩٨.