٤. (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً). (١)
٥. (... وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا ...). (٢)
٦. (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ). (٣)
صلة المنافقين بالمؤمنين
إنّ الآيات الواردة في هذا المجال كثيرة جداً ، إلّا أنّ الأمر الجامع بين هذه الآيات هي أنّها تركّز على أنّ المنافقين يتظاهرون أنّهم من زمرة المؤمنين والصالحين من أجل الاستفادة من المنافع التي يحصل عليها المسلمون والامتيازات التي يكسبونها ، ولكنّهم في اللحظات الخطرة والمواقف العصيبة ، والشروط الصعبة التي يتعرض لها المؤمنون ، تجدهم يتذرّعون بشتّى الذرائع الواهية والحجج الباطلة ، للفرار من ساحة الوغى ويتركون المؤمنين يواجهون المشاكل والصعاب لوحدهم ، ومن هنا يوجهون ضربة شديدة للمؤمنين ـ تحت ستار الصحبة والإيمان الظاهري ـ ولم يكتفوا بترك ساحة القتال ، بل يعملون كالطابور الخامس في خدمة الأعداء وإرشادهم إلى نقاط الخلل والضعف في صفوف المؤمنين ، يقول سبحانه وتعالى واصفاً هذه الحقيقة :
١. (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ). (٤)
__________________
(١). الأحزاب : ١٢.
(٢). النساء : ٨٨.
(٣). البقرة : ١٥.
(٤). البقرة : ١٤.