لكم.
والذي يؤيّد هذا التفسير قوله سبحانه : (فَلا تَمْتَرُنَّ بِها) حيث فرعت عدم الشك في القيامة على وجود السيد المسيح عليهالسلام.
وهذا التفسير لا ينافي التفسير الأوّل الذي ذكرناه ، إذ لا منافاة بين أن يكون المسيح بوجوده دليلاً على إمكان القيامة وفي نفس الوقت آية من آياتها ، فمع مشاهدة هذه العلامة لا ينبغي الشكّ في القيامة.
علامات القيامة في الروايات والأحاديث
لقد وردت روايات كثيرة عن طريق الفريقين تتحدّث عن أشراط وعلائم القيامة ، واعتبرت سلسلة من الحوادث والتحوّلات علامة على قيام الساعة ، والتي جاءت فيها عنوان «أشراط الساعة» يمكن تقسيمها إلى طائفتين :
١. الحوادث الخارقة للعادة التي تقع في النظام الكوني.
٢. التحوّلات والتغيّرات التي تحدث في سلوك الناس وأفكارهم.
وبما أنّ دراسة جميع تلك الروايات (١) يحتاج إلى بحث مفصّل وشامل ولا ينسجم مع حجم الكتاب ، لذلك نكتفي هنا بذكر رواية واحدة تشير إلى هذه العلامات بصورة مختصرة، وهي :
ما رواه حذيفة بن أسيد قال :
كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في غرفة ونحن أسفل منه فاطّلع إلينا فقال : «ما تذكرون؟».
قلنا : الساعة. قال : «إنّ الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات :
__________________
(١). من أراد التفصيل فعليه بمراجعة : بحار الأنوار : ٦ / ٢٠٦ ـ ٢٠٩ ، باب أشراط الساعة ، وجامع الأُصول لابن الأثير : ١١ / ٤٧ ـ ٩٤.