٨٨
أصالة الفرد أو المجتمع
سؤال : من البحوث التي كثر تداولها في المصنّفات التي تبحث في مجال فلسفة التاريخ أو علم الاجتماع مسألة أصالة الفرد أو أصالة المجتمع ، ما المراد من ذلك؟ وهل هناك بُعدٌ ثالث؟ وما هي النظرية الإسلامية في هذا المجال؟
الجواب : انّ طبيعة الحياة الاجتماعية للإنسان تقتضي أن ترتبط حياته ـ وبنحو ما ـ بالمجتمع الذي يحيا فيه ، ولكن البحث عن نوعية هذه العلاقة وحقيقتها وما هو شكلها؟ وقد ذكرت هنا مجموعة من النظريات المختلفة ونحن نشير هنا إليها بصورة مختصرة.
الف : أصالة الفرد
المراد من أصالة الفرد هو أنّ الحياة الاجتماعية والعيش بصورة جماعية ينبغي أن يكون بنحو لا تتوجّه إلى حياة الفرد وشئونه الشخصية فيه أيّة ضربة ، ولا تشكل الحياة الاجتماعية أيّة مزاحمة أو مضايقة لوجوده وحرّياته الفردية ، وليس المجتمع ـ وفقاً لهذه النظرية ـ في الواقع إلّا مجموعة من الأفراد ، وانّ