الجميع ليتوجّه كلّ منهم إلى الجهة التي يقصدها ولكنّه يحدث في الطريق حدث مفاجئ ومريع يؤدي إلى اجتماعهم مرّة أُخرى ، بل انّ العلاقات والروابط والأواصر الاجتماعية أسمى من ذلك ، إذ تحكمها روح واحدة هي روح المجتمع.
إنّ القرآن يذهب بعيداً جداً إلى أصالة المجتمع وواقعيته إلى حدّ يرى أنّ المجتمع مسئولاً عمّا يقوم به من أعمال ، وهذا ما أكّده قوله سبحانه :
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) (١). (٢)
__________________
(١). البقرة : ١٣٤ و ١٤١.
(٢). منشور جاويد : ١ / ٣٣١ ـ ٣٣٧.