سائر الخلق ، فمن لم تره بعينك يرتكب ذنباً أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان ، فهو من أهل العدالة والستر ، وشهادته مقبولة وإن كان في نفسه مذنباً ، ومن اغتابه بما فيه فهو خارج من ولاية الله ، داخل في ولاية الشيطان.
[ ٣٤٠٤٥ ] ١٤ ـ ولقد حدَّثني أبي ، عن أبيه ، عن آبائه ، أنَّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قال : من اغتاب مؤمناً بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنّة أبداً ، ومن اغتاب مؤمناً بما ليس فيه فقد انقطعت العصمة بينهما ، وكان المغتاب في النار خالداً فيها وبئس المصير ، قال علقمة : فقلت للصادق ( عليه السلام ) : إنَّ الناس ينسبوننا إلى عظائم الاُمور ، وقد ضاقت بذلك صدورنا ، فقال ( عليه السلام ) : إنَّ رضى الناس لا يملك ، وألسنتهم لا تضبط ، وكيف تسلمون ممّا لم يسلم منه أنبياء الله ورسله .. الحديث.
[ ٣٤٠٤٦ ] ١٥ ـ وفي ( الخصال ) عن أحمد بن إبراهيم بن بكر ، عن زيد ابن محمّد ، عن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن عليّ ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدَّثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممّن كملت مروءته ، وظهرت عدالته ، ووجبت اخوّته ، وحرمت غيبته.
ورواه في ( عيون الأخبار ) بأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء مثله (١).
[ ٣٤٠٤٧ ] ١٦ ـ وعن أبيه ، عن عليِّ بن موسى الكُمنذاني ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ثلاث من كنَّ فيه أوجبت له أربعاً على الناس : من إذا حدَّثهم
__________________
١٤ ـ أمالي الصدوق : ٩١ / ٣.
١٥ ـ الخصال : ٢٠٨ / ٢٨.
(١) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٥٤ من أبواب الوضوء.
١٦ ـ الخصال ٢٠٨ / ٢٩.