الفعل ومقدماته تابعا لارادة الله.
قلت العقاب انما يتبع الكفر والعصيان اى الكفر والعصيان يكونان تابعين للارادة ومقدماتها اما الارادة فهى تابعة للسعادة والشقاوة وهما تابعتان للذات اى السعادة والشقاوة لا تكونان مجعولتين بجعل الشارع وتكونان من الذاتيات ولا يخفى ان الذاتى على قسمين احدهما الذاتى فى الباب الايساغوجى وهو يحكى عن الذات او جزئها كالحيوان والناطق والقسم الثانى هو الذاتى فى باب البرهان وهو ما ينتزع عن الشىء هو يحمل عليه بعبارة اخرى ان الذاتى فى باب البرهان ما هو تابع للذات ولازم لها والمراد منه فى المقام هو الذاتى فى باب البرهان اى ما كان لازما للشّيء ولا ينفك عنه.
الحاصل ان الجاعل يوجد الانسان فقط ولا يجعله سعيدا وكذا لا يجعله شقيا لان بعض الاشياء يكون ضروريا ولا يحتاج الى الجاعل وبعض الآخر يحتاج الى الجاعل كالممكنات مثلا زوجية لازمة للاربعة وكان وجودها للاربعة ضروريا فلا يحتاج الى الجاعل.
فاقول ان العقاب يكون بالفعل الاختيارى لانه لازم للعصيان والعصيان لازم للارادة ومقدماتها واما الارادة فهى لازمة للشقاوة فهى لا تكون مجعولة لان المجعول وجود شخص لا شقاوته وسعادته كما يقال ما جعل المشمش مشمشة اى جعل الله تعالى المشمش لا كونه مشمشا وكذا جعل الجاعل الاربعة لا الزوجية فتكون الشقاوة فعلا اختياريا وكذا السعادة وتكون مقتضية للفعل لا العلة التامة فان الشقاوة التى تكون فعلا اختياريا تجسم فى العقاب كما روى ان الاعمال تجسم يوم القيامة.
لكن يأتى فى المقام سؤال الآخر اى يسأل هنا لم خلق الله تعالى الشخص الشقى
فيقال فى الجواب مثل ما قيل فى جواب ابليس حاصل هذا الجواب والسؤال ان الابليس سئل عن الله تعالى يا رب انت عالم انى عصيتك لم خلقتنى فقال الله تعالى فى جواب ابليس هَلْ تَعْلَمُ أني حكيم فسكت ابليس.