الكلام فى وضع المركبات
السادس لا وجه لتوهم الوضع للمركبات غير وضع المفردات.
اى وضع المفردات كاف عن الوضع المركبات واعلم ان اللفظ ربما يتصوره الواضع بنفسه ويضعه للمعنى كما هو الغالب فى الالفاظ فيسمى الوضع حينئذ شخصيا وربما يتصوره بوجهه وعنوانه فيسمى الوضع نوعيا ومثال الوضع النوعى الهيئات فان الهيئة غير قابلة للتصور بنفسها بل انما يصح تصورها فى مادة من مواد اللفظ كهيئة كلمة ضرب مثلا وهى هيئة الفعل الماضى فان تصورها لا بد ان يكون فى ضمن الضاد والراء والباء او فى ضمن الفاء والعين واللام فى فعل.
ولما كانت المواد غير محصورة ولا يمكن تصور جميعها فلا بد من الاشارة الى افرادها بعنوان عام فيضع كل هيئة تكون على زنة فعل مثلا أو زنة فاعل او يفعل ويتوصل الى تصور ذلك العام بوجود الهيئة فى احدى المواد كمادة فعل التى جرت اصطلاحات عليها عند علماء العربية ثم الهيئة الموضوعة لمعنى تارة تكون فى المفردات كهيئات المشتقات مثلا فعل موضوع للنسبة الى الفاعل فى الزمان الماضى اى حين يفهم المعنى الذى وضع فعل او يفعل له يفهم احد الازمنة ايضا مقارنا له.
واخرى تكون الهيئة فى المركبات كالهيئة التركيبية بين المبتدإ والخبر لافادة حمل الشىء على الشىء وكهيئة تقديم ما حقه التأخير لافادة الاختصاص ومن هنا يعرف انه لا حاجة الى وضع الجمل والمركبات فى افادة معانيها زائدا على وضع المفردات بالوضع الشخصى والهيئات بالوضع النوعى بل هو لغو لان الوضع يكون لغرض من الاغراض لكن وضع المفردات يكون كافيا للغرض الذى فى وضع المركبات ويحصل الغرض من وضع المفردات فان كان الوضع للمركبات بعد حصول الغرض بوضع المفردات فيلزم اللغو وتحصيل الحاصل.
قال شيخنا الاستاد لا اشكال فى ان يكون الوضع للمركبات لانه يفهم