البحث فى الالفاظ الموضوعة
الخامس لا ريب فى كون الالفاظ موضوعة بازاء معانيها الخ.
اى هل تكون الالفاظ موضوعة لطبيعة المحضة او وضعت للطبيعة مع قيد اللحاظ فليرجع الى باب الدلالة قد ذكر فى محله ان اللفظ يدل على المعنى من ثلاثة اوجه.
الوجه الأول المطابقة بان يدل اللفظ على تمام معناه الموضوع له ويطابقه كدلالة لفظ الانسان على تمام معناه وهو الحيوان الناطق وتسمّى الدلالة حينئذ المطابقية لتطابق اللفظ والمعنى.
الوجه الثانى التضمن بان يدل اللفظ على جزء معناه الموضوع له الداخل ذلك الجزء فى ضمنه كدلالة لفظ الانسان على الحيوان وحده او الناطق وحده وتسمّى هذه الدلالة التضمنية وهى فرع عن الدلالة المطابقية لان الدلالة على الجزء بعد الدلالة على الكل.
الوجه الثالث الالتزام بان يدل اللفظ على معنى خارج عن معناه الموضوع له كدلالة لفظ الدواة على القلم فلو طلب منك احد ان تأتيه بدواة لم ينص على القلم فجئته بالدواة وحدها لعاتبك على ذلك محتجا بان طلب الدواة كاف فى الدلالة على طلب القلم ولا يخفى انه يلزم التضمن والالتزام المطابقة اذ لا شك ان الدلالة الوضعية على جزء المسمى ولازمه فرع الدلالة على المسمى ولا عكس اذ يجوز ان يكون للفظ معنى بسيط لا جزء له ولا لازم له فيتحقق حينئذ المطابقة بدون التضمن والالتزام.
فيرد الاشكال على التعريف الدلالة المطابقة وكذا على تعريف التضمن والالتزام والمراد فيه ان تعريف الدلالة المطابقية ينتقض بالتضمن والالتزام وكذا ينتقض تعريف الدلالة التضمنية والالتزامية بالدلالة المطابقية اى ينتقض تعريف كل منها بالآخر وجه النقض مثلا اذا قصد من الانسان الناطق او الحيوان وحده من الواضح انه