النفس المحترمة فإنه يجدّد به قبر أي يحدث ، وقيل المراد نبش القبر ودفن ميت آخر فيه ، فعلى هذا يكون الإجمال في التجديد أيضا ، لكن الظاهر منه هو المعنى الأول.
قوله : وليس المثالان الأولان من الأقل والأكثر كما لا يخفى (١).
أما المثال الأول فتوهّم كونه من الأقل والأكثر في غاية الضعف ، لاختلاف كيفية صلاة الظهر والجمعة الكاشفة عن اختلاف حقيقتهما ، مضافا إلى اختلاف عدد الركعات ، وأما المثال الثاني فقد يتخيل كونه من الأقل والأكثر بدعوى أنّ صلاة القصر والتمام فردان لحقيقة واحدة كالظهر مثلا ولا اختلاف بينهما إلّا أنّ الإتمام يزيد على القصر بركعتين وتشهد مع اتفاق الكيفية ، فيكون نظير الصلاة مع السورة والصلاة بلا سورة ، لكنه ضعيف أيضا ، لأنّ الفرد الأقل وهو القصر إنما يصحّ بشرط لا وبشرط عدم إلحاق الركعتين الأخيرتين فيباين الأكثر وهو بشرط الركعتين الأخيرتين ، وأما الصلاة مع السورة وبلا سورة فالأقلّ فيها إنما يصح لا بشرط ، إذ لو كان الواجب في الواقع هو الصلاة بلا سورة لا ينافيه قراءة السورة ندبا ، ولو فرض دوران الأمر بين كون السورة جزءا أو مانعا يكون نظير القصر والإتمام من المتباينين ، لأنّ الأقل حينئذ يكون بشرط لا وبشرط عدم السورة والأكثر يكون بشرط السورة وهما متباينان كالقصر والتمام.
__________________
(١) فرائد الأصول ٢ : ٢٧٧.