ظاهره بيان الأفعال والتروك ، لكن يمكن حمله على معنى بيان الاتقاء من الشرك وأفعال المشركين بقرينة السياق.
قوله : وفيه ما تقدّم في الآية السابقة (١).
هذا بناء على أنّ المراد بالإضلال خذلانهم في الدنيا فقط ، وقد عرفت في ذيل الجواب عن الآية السابقة منع ذلك وعدم الشاهد له.
قوله : وفي دلالتها تأمّل (٢).
لأنّها في ذيل الآية التي تحكي قصّة بدر في سورة الأنفال وهي قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٣) وهي ناظرة إلى حال المشركين بعد هذه الواقعة العظيمة التي تدلّ على حقّية الإسلام وبطلان الشرك ، إذ نصر الله تعالى هذه الفئة القليلة العدد والعدّة على هؤلاء ، المشركين مع كثرة عددهم وعدّتهم وشوكتهم على ما هو المعروف.
فمحصّل معنى الآية والله أعلم : أنّه بعد هذه الواقعة التي سبيلها سبيل الإعجاز تمّت الحجة على المشركين فمن هلك فإنّما هلك عن بيّنة. والحاصل أنّ الآية ليست بصدد أحكام الفروع أصلا (٤).
__________________
(١) فرائد الأصول ٢ : ٢٥.
(٢) فرائد الأصول ٢ : ٢٥.
(٣) الأنفال ٨ : ٤١ ـ ٤٢.
(٤) أقول : لكن الإنصاف أنّ الآية لا تخلو عن إشعار بل دلالة على المطلب ، إذ قوله :